الموجز تنشر :من العمل تحت الأرض إلي النور التاريخ السري لقادة الجماعة التي هزت عرش مبارك وقتلت السادات

الموجز تنشر :من العمل تحت الأرض إلي النور التاريخ السري لقادة الجماعة التي هزت عرش مبارك وقتلت السادات 



السادات ومبارك
أكثر من ثلاثين عاما ظل يعمل قادة الجماعة الإسلامية وأبناؤها تحت الأرض في السر وبعد أن سددوا فاتورة اغتيالهم للسادات بالكامل خرج علينا قادة الجماعة الإسلامية في وضح النهار وفي النور ليعلنوا للناس نتيجة انتخاباتهم التي أفرزت قادة الجماعة ويضعون أمامنا خطتهم ومنهجهم في العمل في المستقبل لم يكن يتخيل أشد المتفائلين من أبناء أو قيادات الجماعة انه سيأتي يوم مثل هذا بعد أن أمضوا نصف أعمارهم في السجون.
ارتبطت أسماء قيادات الجماعة الإسلامية في ذهن الشعب المصري بالإرهاب والتطرف وهم ليسوا بريئين من ذلك لكن ما يشفع لهم هو أنهم اعترفوا بخطئهم وأطلقوا مبادرتهم الشهيرة لوقف العنف والحق يقال انه منذ أن وضعت هذه المبادرة قيد التجربة في الواقع منذ عام 1997 لم تحدث حادثة عنف واحدة.
الجدير بالذكر أن هؤلاء المشايخ يتمتعون بحب كبير وسط أبناء الجماعة يصل إلي حد تبويس اليد فهم في نظر أبناء الجماعة المشايخ أصحاب الفضل وقرة العيون الشيخ عبدالآخر حماد فقيه الجماعة وكنيته أبوالحارث ابن بطوطة الجماعة الإسلامية.
بعد أن حسم أبناء الجماعة أمرهم علي اختياره أميرا لهم إلا انه فاجأ الجميع برفضه ذلك هو الشيخ عبدالآخر حماد الذي يكني بأبو الحارث وهو فقيه الجماعة الإسلامية وابن بطوطة الجماعة ولد في عام 1955 بمحافظة أسيوط وكانت بدايته مع النشاط الإسلامي عندما كان طالبا بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية حيث قام بتأسيس الجماعة الإسلامية في جامعة القاهرة وكان يواظب علي حضور محاضرات الشيخ الغزالي والشيخ عبدالحميد كشك والشيخ محمد نجيب المطيعي وتأثر بالشيخين ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وبكتابات الشيخ سيد قطب بعد انتهاء دراسته وحصوله علي البكالوريوس عاد إلي مدينته أسيوط وعمل محاسبا بالشركة المصرية لتجارة الكيماويات وأثناء وجوده في المدينة تعرف علي قيادات الجماعة الشيخ كرم والدكتور ناجح والشيخ عاصم وبدأ يشاركهم في الدعوة في عام 1979 كلف بأن يكون إمام وخطيب مسجد السلام وهو أحد المساجد التابعة للجماعة بأسيوط.

عصام دربالة أمير أمراء الجماعة الإسلامية وكنيته أبو عبدالله ولد دربالة في عام 1957 بمدينة المنيا كان يميل إلي الفكر الناصري وقد التحق مع صديقه عاصم عبدالماجد بمنظمة الشباب الاشتراكي وكونا أسرة الطليعة بجامعة أسيوط ودخلا انتخابات اتحاد الطلاب تحت مظلة الاتحاد الاشتراكي في عام 1977 قبل ان ينضما إلي الجماعة الاسلامية انضم لعملية تأسيس الجماعة الإسلامية بجامعة أسيوط عام 1978 وكان وقتها طالبا بكلية الهندسة وكان احد المشاركين في التخطيط لاغتيال السادات علي الرغم من رفضه للاغتيال وشارك في أحداث اسيوط بعد اغتيال السادات بيومين وقد انفجرت قنبلة يدوية في يده في أحداث أسيوط أثناء الاشتباك مع الشرطة مما أدي لبتر كف يده اليمني حكم عليه بالسجن لمدة 25 عاماً وكان له موقف لاينسي عندما رفض الاستعانة بأحد في امتحان العملي في السنة النهائية له بكلية الهندسة واعتبر ذلك نوعاً من انواع الغش فترك الكلية وتحول إلي الدراسة بإحدي الكليات النظرية وحصل علي ليسانس آداب في اللغة العربية عام 88 ثم في التاريخ عام 1992 ثم حصل علي دبلوم الدراسات الإسلامية 1993 ثم ليسانس الحقوق 1996 ثم ماجستير القانون 1998 وحصل علي دكتوراه في القانون وهو يعمل محامياً متزوج ولديه ابن وثلاث بنات.
أيد دربالة مبادرة وقف العنف منذ بدايتها لكنه كان يرفض السير في خط تأييد حكومة الرئيس مبارك الذي سار فيه عدد من قادة الجماعة وكان يرفض دخول الحركات الإسلامية في أحزاب في ظل نظام مبارك وأن هذا يضر بالإسلام لذلك فعندما خرج من السجن عام 2006 ظل رهن الإقامة الجبرية شهرين وعندما حضر ندوة سياسية في نقابة الصحفيين هو وعاصم عبدالماجد في مايو 2007 وشارك فيها بفاعلية تم وضعه في الإقامة الجبرية مرة أخري لمدة شهرين كما جري تهديده مرارا بإعادة اعتقاله كان آخرها عامي 2009 و2010.
ويعتبر عصام دربالة أكثر قيادات الجماعة تأثيرا علي أبناء الجماعة وظهر هذا واضحا في الانتخابات الأخيرة حيث تربطه بأبناء الجماعة علاقات إنسانية من الطراز الأول فهو يسعي في قضاء حوائجهم ويشاركهم في الأفراح والأحزان فضلا عن الزيارة ومتابعة الأخبار ناهيك عن قدراته الفكرية والعقلية فأغلب قادة الجماعة من جيل الوسط تتلمذوا علي يد عصام دربالة في السياسة والفكر والعقيدة ومن المعروف أنه أكثر قادة الجماعة خبرة في الشئون السياسية والإدارية والتنظيمية وقد تأثر عصام دربالة كثيرا في الآداب والأخلاق بفكر الشيخ محمد الغزالي وفي الأدب بفكر ابن القيم وفي الجهاد ابن تيمية.
كان عصام دربالة هو صاحب فكرة تطوير الجماعة الإسلامية وإعادة هيكلتها ومشاركة أبناء الجماعة في اختيار قادتهم لأول مرة وبسبب ذلك قام الدكتور ناجح إبراهيم والشيخ كرم زهدي بإيقاف دربالة ظنا منهما بأن دربالة يسعي للإطاحة بهما من مناصبهما ونشب خلاف كبير داخل الجماعة لم ينته اللا بعد إلغاء قرار الإيقاف
كان دربالة صاحب البحث الشهير الذي قدم إلي المحكمة في قضية اغتيال السادات كمستند رسمي وشرعي استندوا إليه في قتل السادات وعرف باسم الطائفة الممتنعة وقد اقتنعت به المحكمة من الناحية الشرعية ولكنها رأت أن البحث لا يجوز في الواقع وكان مضمونه ان أي طائفة ذات شوكة ومنعة تمتنع عن شريعة من شرائع الإسلام الظاهرة الواجبة فإنه يجب علي المسلمين قتالها حتي وان كانت هذه الطائفة الممتنعة مسلمين يقرون بالشهادتين ويقرون بوجوب ما امتنعوا عنه.
الشيخ أسامة حافظ فقيه الجماعة الأول الشيخ أسامة حافظ فقيه الجماعة ونائب أميرها من مواليد المنيا عام 1954 يعمل مهندسا بشركة مياه المنيا يحظي بحب وتقدير لدي أبناء الجماعة يصل إلي حد تبويس اليد فالرجل ومعه الشيخ صلاح هاشم الوحيدان في مجلس شوري الجماعة الحالي من مؤسسيها وكنيته داخل الجماعة أبو العباس وهو صهر الشهيد أسامة بن لادن حيث يتزوج ابن الشيخ أسامة بن لادن ابنة أخت الشيخ أسامة حافظ.
درس الشيخ أسامة الفقه الشافعي وتبحر فيه ودرس اللغة وفنون الأدب حتي أصبح واحدا من أهم فقهاء الجماعة ولو لم يدرج اسم أسامة حافظ ضمن قرارات التحفظ التي أطلقها السادات ماكان هذا الرجل شارك في اغتيال السادات حيث كان هذا القرار بمثابة شعرة معاوية بينه وبين فكرة قتل السادات وقد قطعت مما جعله يشارك في التخطيط لاغتيال السادات وهو الذي أحضر لخالد الإسلامبولي ومجموعته الرصاصات الخارقة للواقي الصدري التي قتل بها السادات.
وعلي الرغم من القبض علي الشيخ أسامة حافظ قبل مقتل السادات إلا أنه حكم عليه بالسجن لمدة عشر سنوات في هذه القضية وفي قضية الجهاد الكبري عام 1981 إلي عام 1991.
عندما خرج الشيخ أسامة من السجن كان يحمل فكرة التهدئة ووقف العنف وعمل عليها إلا أن فكرته لم يكتب لها النجاح لان الحكومة لم تستمع له ولا أبناء الجماعة أيضا استمعوا له.
في عام 1994 تم اعتقاله مرة أخري بتهمة التحريض علي أحداث ديروط وفي عام 1998 تم نقله من سجنه بالوادي الجديد إلي سجن ليمان طرة ليجلس مع باقي قيادات الجماعة لإتمام مبادرة الجماعة الشهيرة بوقف العنف فقد كان الرجل يمر علي السجون مع باقي القيادات لشرح الأسس الشرعية للمبادرة وإقناع أبناء الجماعة بها.
الشيخ أسامة حافظ مشهور وسط أبناء الجماعة بأنه صاحب رأي واحد وهو يميل إلي الطريق الهادئ في العمل الإسلامي حتي في أفكار تغيير المنكر يتبني تغيير المنكر بالطرق السلمية التي لايترتب عليها منكر اكبر وهو في هذا المجال صاحب كتاب آداب المحتسبين وهو الكتاب الرابع من كتب المبادرة.
ناجح إبراهيم منظر الجماعة الأول ومهندس مبادرة وقف العنف الدكتور ناجح إبراهيم انضم للجماعة الإسلامية في عام 1978 وكان خطيباً مفوهاً ذا خلق جم محبوباً من زملائه وأساتذته استطاع أن يخرج بدعوة الجماعة الإسلامية خارج نطاق جامعة أسيوط حيث بدأ يعقد الحلقات في مساجد مدينة أسيوط ومنها إلي مراكز أسيوط واستطاع أن يرسل قوافل للدعوة في محافظات الصعيد حتي عمت الندوات والمؤتمرات الإسلامية معظم المراكز وانضم للجماعة فئات كثيرة من المجتمع ولم تعد الجماعة مقصورة علي طلبة الجامعة فقط بل أصبح فيها العامل والفلاح والمهندس والطبيب والمدرس والمحامي وغيره كان ناجح إبراهيم وكرم زهدي في نهاية الثمانينات هما الدينامو المحرك للجماعة وشارك ناجح ابراهيم في التخطيط لاغتيال السادات.
ألف كتاب الدعوة إلي الله من 2000 ورقة ولم ير هذا الكتاب النور حتي الآن وكان يتداوله أبناء الجماعة في ملازم وكان له فضل كبير في تعليم ابناء الجماعة طريقة الدعوة.
أربعة وعشرون عاماً أمضاها الدكتور ناجح إبراهيم فقيه ومنظر الجماعة الإسلامية خلف القضبان قضاءً لعقوبة المؤبد علي خلفية اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات في السادس من أكتوبر عام 1981 وحتي إطلاق سراحه في نوفمبر من العام2005.
في داخل السجن تحول فكر ناجح ابراهيم وكان هو بحق مهندس مبادرة وقف العنف خاصة في تحويلها من النظرية إلي التطبيق العملي علي ارض الواقع ولم يمنعه كونه أحد قادة الجماعة ومنظرها من إعادة النظر في نهج الجماعة وفي الفكر الذي تأسست عليه وألف في ذلك أكثر من 20 كتاباً وساهم ناجح في إخراج الآلاف من أبناء الجماعة من سجونهم وتحسين أحوال الباقين داخل محبسهم.
في الفترة الأخيرة تعرض ناجح إبراهيم لهزة داخل الجماعة حيث انتقده عدد كبير من أبناء الجماعة علي آرائه في عبدالناصر والسادات وطلبه العفو عن مبارك وقولته الشهيرة( ارحموا عزيز قوم ذل) فضلا عن اتهامه بالديكتاتورية والانفراد بقرار الجماعة وحده مما دفعه إلي تقديم استقالته من قيادة الجماعة.
الانتخابات الأخيرة شهدت مفاجأة عندما أعيد انتخابه مرة أخري عضوا في مجلس شوري الجماعة علي الرغم من استقالته من المجلس القديم ومقاطعته للانتخابات وعدم حضوره.
عاصم عبدالماجد أديب الجماعة وكنيته أبو سهل ولد الشيخ عاصم عبدالماجد عام 1958 في محافظة المنيا في أسرة ناصرية فقد كان والده أمين مساعد لجنة التثقيف ببندر المنيا بالاتحاد الاشتراكي فقد نشأ عاصم عبدالماجد في منظمة الشباب الاشتراكي متأثرا بوالده وكان معه صديقه عصام دربالة في ذلك الشأن التحق عاصم بكلية الهندسة جامعة أسيوط علي الرغم من أن مجموعه في الثانوية كان يدخله كلية طب إلا انه كان يحب الهندسة وقام بتكوين أسرة الطليعة بالاشتراك مع عصام دربالة وأصدرا عدة مجلات حائط وقاما بعمل أنشطة وشاركا في انتخابات اتحاد الطلاب ممثلين للتيار الاشتراكي في عام 1977 ولم يحصلا علي اية مقاعد.
احتك الاثنان بالتيار الشيوعي والناصري والإسلامي في الجامعة وتأثر عاصم عبدالماجد بكتابات الدكتور عيسي عبده في الاقتصاد الإسلامي وبدأت ميوله تتجه ناحية التيار الإسلامي وفي عام 1978 تعرف علي الشيخ صلاح هاشم المؤسس الحقيقي للجماعة الإسلامية وانضم إلي الجماعة بعد عام ونصف من نشأتها وأصبح من قادتها التاريخيين وقد تعرض عاصم إلي ثلاثة مجالس تأديب بالجامعة وفصل لمدة عامين وكان أحد الإسلاميين الذين شملتهم قرارات التحفظ التي اطلقها الرئيس السادات.
يعد الشيخ عاصم عبدالماجد من الشخصيات القوية التي أدت دورا مؤثرا ضمن صفوف تنظيم الجماعة الإسلامية في مصر حيث شارك في التخطيط لاغتيال السادات كما قاد عقب اغتيال الرئيس السادات بيومين أحداث أسيوط الشهيرة التي حاولوا فيها الاستيلاء علي مدينة أسيوط وإعلانها إمارة إسلامية وانفصال الصعيد عن مصر ودخلا في معركة مع قوات الأمن وأصيب فيها بسبعة أعيرة نارية في ركبته اليسري وساقه اليمني فعجز عن الحركة، مما سهل مهمة أجهزة الأمن في القبض عليه في عام 1984 تم الحكم علي عاصم عبدالماجد بالسجن المؤبد لمدة 25 عاماً لاشتراكه في اغتيال السادات وأحداث قضية الجهاد الكبري وقد تنقل عاصم بين سجون مصر مابين السجن الحربي وليمان طرة واستقبال طرة وسجن المنيا وسجن أسيوط وسجن العقرب.
يعرف عاصم عبدالماجد بأنه أديب الجماعة الإسلامية وهو يتمتع برؤي فقهية واستراتيجية جيدة جعلته أول المؤيدين لمبادرة وقف العنف التي أطلقتها الجماعة الإسلامية في عام 2007 من طرف واحد دون قيد أو شرط وكان أول من كتب بياناتها والرد علي منتقديها خصوصا خارج مصر علي ياسر السري وهاني السباعي وغيرهما وهو صاحب أهم أدبيات الجماعة وهو كتاب ميثاق العمل الإسلامي فضلا عن كونه أديباً وشاعراً وله عدة قصص لم تر النور بعد ويستعد حاليا لإطلاق أول ديوان قصصي له.
الشيخ صلاح هاشم المؤسس الحقيقي للجماعة ارتبطت الجماعة الإسلامية باسم الشيخ كرم زهدي وباقي القيادات الحالية لكن مالا يعرفه الكثيرون أن الشيخ صلاح هاشم ابن مدينة سوهاج هو المؤسس الحقيقي للجماعة الإسلامية ففي عام 1972 دخل كلية الهندسة بجامعة أسيوط وكان توجد جماعة دينية يشرف عليها بعض الأساتذة ذوي الميول الصوفية وكانت لهم ندوة أسبوعية عقب صلاة الجمعة بصالة الجمانيزيوم وكان يحاضر فيها علماء الأزهر وكان يحضر الشيخ صلاح هاشم هذه الندوات.
وفي عام 74 / 1975 حضر لجامعة أسيوط مجموعة من الشباب المتدين من محافظة المنيا للدراسة بكلية الطب وهم د/ أحمد عبدالفتاح - د / محمد صلاح -د / محمد فتحي -د/ محمد علي -د/ جمال عطا الله- د/ سعد عبداللطيف -د/حمدي الصغير وكان معظمهم يحفظ الكثير من القرآن الكريم وكانوا موزعين علي مباني المدينة وفي هذا العام تم تحديد أمير عن الجماعة في كل كلية وأمير عن كل مبني بالمدينة وكذلك أمير عام عن الجامعة وقد اختير الشيخ صلاح هاشم أميرا عاما وكانت تسمي هذه الجماعة باسم الجماعة الدينية.
وتبني صلاح هاشم فكرة قيام الجماعة بعمل معسكرات إسلامية في الإجازة الصيفية بمسجد عمر مكرم بالجامعة وكان دعمها من خلال الاشتراكات واتحاد الطلبة وفي معسكر صيف 1975 تم الاتفاق علي تغيير اسم الجماعة الدينية إلي "الجماعة الإسلامية نسبة إلي الجماعة الإسلامية بالهند وباكستان.
وفي عام 1976 ضم الشيخ صلاح هاشم إلي الجماعة الإسلامية معظم قادتها الحاليين مثل الشيخ / كرم زهدي وحمدي عبدالرحمن وأسامة حافظ وعلي الشريف ورفاعي طه وأبو بكر عثمان ومحمد تيسير وأحمد عبده سليم ومحمد شوقي الإسلامبولي .وفي عام 1977 وبعد انضمام هؤلاء القادة للجماعة أصبح لها كلمة قوية ومسموعة داخل الجامعة.
عبود الزمر أشهر سجين سياسي في مصر عبود الزمر من مواليد 1947 بقرية ناهيا بمحافظة الجيزة التحق بالكلية الحربية عام 1965وتخرج منها عام 1967 في أعقاب النكسة مباشرة ضمن الدفعة رقم 51 انضم إلي المخابرات الحربية وهو برتبة ملازم أول وشارك في حرب الاستنزاف ضمن العمليات الخاصة خلف خطوط العدو بشرق القناة.
شارك في حرب أكتوبر 1973 وتم ترقيته وهو بميدان المعركة إلي رتبة نقيب تقديرا له ولدوره المشرف وبسالته في الحرب.
تأثر عبود الزمر بالثورة الإيرانية وبعد أن جمعه طارق الزمر مع محمد عبدالسلام فرج قائد تنظيم الجهاد ثم لقاؤه بكرم زهدي أمير الجماعة الإسلامية قرر الزمر التخلص من السادات ووضع خطة لقتله.
في استراحة القناطر الخيرية لكنه لم يتمكن من تنفيذها بسبب شدة الحراسة كما وضع خطة أخري مع طارق الزمر أثناء ذهابه إلي مؤتمر للحزب الوطني في جامعة القاهرة بإلقاء قنابل علي سيارته لكنه لم يستطع الحصول علي القنابل التي تمكنه من تنفيذها ولأنه كان لا يريد اغتيال السادات بمفرده. فلم يهتم كثيرا بالأمر بعد أن فشل في العثور علي القنابل.
وتم اكتشاف أمر عبود الزمر فترك الجيش وهرب وقام بالاختباء وإدارة التنظيم من مخبئه وذكره السادات في أحد خطاباته عندما قال 'الولد الهارب اللي سامعني دلوقتي أنا مش هارحمه' وعندما تم اختيار أحد أفراد التنظيم للمشاركة في العرض العسكري في 6 أكتوبر عام 81 وهو الملازم أول خالد الإسلامبولي وطرحه هو وبعض القيادات للتنظيم فكرة اغتيال السادات أثناء العرض العسكري اعترض الزمر علي ذلك بسبب عدم القدرة علي مصاحبة العملية لتحرك انقلابي شامل ولصعوبة الوصول إلي المنصة وإفلات السادات من الاغتيال سيؤدي إلي مجزرة بشرية لكل من لهم علاقة بالأمر وللحركة الإسلامية عامة في مصر.
ولكن بعد تفكير عميق قرر التخطيط لاغتيال السادات بشرط أن يتم الفصل الحركي بين المجموعة المنفذة للاغتيال وجسد الجماعة ليستكمل العمل التنظيمي وتحركهم نحو الإطاحة بالنظام بأكمله وإقامة دولتهم ووضع الزمر خطة المنصة علي أن يتم تفجيرها بكل من فيها من رموز النظام ويصاحب ذلك عمل عسكري للسيطرة علي مقاليد الأمور والأماكن الاستراتيجية وعمل جماهيري بإعلان بيان الثورة بإذاعة شريط فيديو مسجل بصوت وصورة عبود الزمر بالملابس العسكرية يعلن من خلاله استيلاء الجيش علي السلطة ويطالب الجماهير بالانصياع لهم والتحرك لتحقيق مصلحتهم ولذلك وضع خطة للاستيلاء علي مبني الإذاعة والتليفزيون بعد التأكد من مقتل السادات ويصاحبها تحرك أعضاء التنظيم في الصعيد والسيطرة علي محافظاته.
وفي عام 1992 أصدر بيانا يعلن فيه انضمامه إلي صفوف الجماعة الإسلامية وتركه لزعامة تنظيم الجهاد.
وكان عبود الزمر من أبرز الموقعين علي بيان مبادرة وقف العنف الذي أصدرته الجماعة الإسلامية في يوليو عام 1997 والداعين لها إلا انه لم يشارك في المراجعات التي قامت بها الجماعة ولم يشارك أيضا في كتابة الابحاث التي صدرت عنها بعد المبادرة.
في عام 2005 فاجأ عبود الزمر الجميع بمحاولة ترشحه لانتخابات الرئاسة الماضية عام 2005 وتقديمه برنامجا يتضمن رؤية شاملة لحكم البلاد ورفع دعوي قضائية لتمكينه من الترشح إلا انها رفضت.
وقد ساءت حالة عبود الصحية كثيرا أثناء محبسه فكتب وصيته وأبرز ما جاء فيها انه ندم علي عدم حفظه القرآن في صغره وأداء فريضة الحج قبل سجنه وعلي كتابة بعض التوجهات الفكرية في بداية الثمانينات حيث لم يكن قد اكتمل شرعا واعتراضه علي الإخوان في ترشحهم لمجلس الشعب في الثمانينات.
وتمني الزمر أن يعدم مع خالد الإسلامبولي ورفاقه بعد اغتيال السادات عام 1981 لينال الشهادة في سبيل الله كما تمني قبل أن يموت توبة حكام المسلمين واجتماع الأمة الإسلامية تحت راية التوحيد وتحرير أراضي المسلمين من الغاصبين وأن يري علماء الأمة يصدحون بالحق وتهتم الأمة بما يفيدها والإفراج عن جميع المعتقلين وأن تتوحد الحركات الإسلامية ويكون للعرب استراتيجية إعلامية تمثل الأمة وتحافظ علي هويته.

طارق الزمر الجهادي الثائر

طارق الزمر القيادي السابق بتنظيم الجهاد أشهر مسجون سياسي في مصر مع ابن عمه عبود الزمر علي خلفية قضية مشاركتهما في اغتيال السادات قبل ان يفرج عنهما بعد الثورة تربطه علاقة قوية بابن عمه الذي هو في نفس الوقت ابن خالته وزوج شقيقته المكناة بأم الهيثم.
ولد طارق الزمر في عام 1959م قرية ناهيا بمحافظة الجيزة أتم تعليمه الابتدائي في مدرسة الزهراء الابتدائية بالدقي عام 1970م وحصل علي الشهادة الإعدادية من مدرسة الدقي الإعدادية عام 1973م والتحق بعد ذلك بمدرسة الجيزة الثانوية بالعجوزة ثم كلية الزراعة بجامعة القاهرة.
تأثر طارق بفكر والده الناصري وسار علي نفس الفكر وظل عليه حتي نهاية دراسته الثانوية وكان في المدرسة الثانوية يدافع عن جمال عبدالناصر وسياساته وكان طارق الزمر لا يحيي العَلَم إلا بالتحية القديمة "تحيا الجمهورية العربية المتحدة" رافضا التحية التي استحدثها نظام السادات حتي أصبح فصله كله يردد ذلك مخالفا باقي المدرسة.
وفي الجامعة تعرف طارق الزمر علي المهندس محمد عبدالسلام أبرز قادة تنظيم الجهاد وانضم لتنظيم الجهاد وقام طارق بعد ذلك بضم ابن عمه عبود إلي التنظيم وشاركا في اغتيال الرئيس السادات وحكم عليهما بالسجن المؤبد.
لم تفرج عنهما الدولة علي الرغم من انتهاء مدة حكمهما في عام 2001 لرفضهما مبادرة وقف العنف التي أطلقتها الجماعة الإسلامية في عام 1997 وخشية عودتهما للعنف مرة أخري.
كان طارق الزمر أول مسجون سياسي في مصر يحصل علي الدكتوراه حيث حصل علي دكتوراه في القانون الدستوري بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولي وقد حصل طارق علي العديد من المؤهلات منها ليسانس الحقوق جامعة القاهرة - دكتوراه في القانون العام -دبلوم الدراسات العليا في الشريعة -دبلوم الدراسات العليا في القانون العام -دبلوم الدراسات العليا في العلاقات الدولية - دبلوم الدراسات العليا في القانون الدولي.
الدكتور صفوت عبدالغني قائد الجماعة في المستقبل 

نشأ صفوت عبدالغني في أسرة ملتزمة دينياً في مدينة المنيا فوالده كان يحفظ القرآن الكريم وكان ينتمي إلي الجمعية الشرعية ولذلك كان صفوت عبدالغني متدينا بالفطرة ويحب قراءة القرآن جدا متأثرا بوالده.
كانت مدرسة الأقباط الثانوية بالمنيا هي نقطة التحول في طريق صفوت عبدالغني وكانت سببا غير مباشر لانضمامه إلي الجماعة الإسلامية فبعد نجاح صفوت عبدالغني في الإعدادية قامت إدارة المنيا التعليمية بتوزيعه علي مدرسة ثانوية قريبة من منزله وكانت هذه المدرسة تابعة للكنيسة وتسمي مدرسة الاقباط الثانوية وكان معظم العاملين بهذه المدرسة من الأقباط ماعدا مدرسي اللغة العربية وعند التحاق صفوت بها لاحظ شيئاً غريباً في الإذاعة المدرسية وهو عدم قراءة القرآن الكريم في افتتاح واختتام الإذاعة كما هو المعتاد في أي مدرسة بل الذي يتم قراءته هو الإنجيل.
لم يقف التلميذ مكتوف الأيدي امام ذلك واستطاع التأثير علي كل الطلاب المسلمين في المدرسة وتزعمهم ليتحدث باسمهم مع إدارة المدرسة وبالفعل فرض صفوت علي ادارة المدرسة قراءة القرآن في الإذاعة المدرسية وكان هو الذي يقوم بتلاوته.
لم يمر هذا الأمر بسلام فبعد فترة قامت إدارة المدرسة بفصله نهائيا ولم يستطع صفوت إبلاغ والده لعلمه مسبقا أن والده لن يتحمل الصدمة بعض زملائه نصحوه بالتوجه إلي الشيخ كرم زهدي الذي كان أميرا للجماعة الإسلامية في ذلك الوقت ليحل له مشكلته وبالفعل توجه صفوت إلي الشيخ كرم الذي اصطحبه إلي احد المسئولين وحل له مشكلته وعاد مرة أخري إلي الثانوية لكن تم نقله إلي مدرسة أخري.
من هنا توطدت علاقة صفوت بالشيخ كرم وتعرف علي باقي قيادات الجماعة وانضم اليهم وكان صفوت يتمتع بذكاء فطري وتدين وراثي جعله يقفز سريعا داخل صفوف ابناء الجماعة حتي وصل إلي الصف الثاني بها.
تم القبض علي صفوت عبدالغني في عام 1981 وكان في الصف الثالث الثانوي في قضية اغتيال السادات وفي قضية أحداث أسيوط وظل معتقلا لمدة ثلاثة أعوام قبل أن يحصل علي البراءة من اغتيال السادات لأنه فعلا لم يشارك بأي طريقة أو بأخري في اغتيال السادات ثم تم اعتقاله مرة اخري لمدة عامين في عام 1988 علي ذمة قضية أحداث عين شمس وحصل فيها ايضا علي براءة.
كان صفوت عبدالغني المتهم الرئيسي في قضية قتل رفعت المحجوب وتم اعتقاله في عام 1990 وحصل ايضا علي براءة وكان هناك تصريح خطير للمستشار محمود وحيد الذي حكم في قضية المحجوب حيث قال في إحدي الصحف بشأن هذه القضية (ان مباحث امن الدولة لفقت القضية للمتهمين بعد أن عذبتهم ببشاعة ومن حق المتهمين إقامة دعاوي قضائية ضد ضباط أمن الدولة).
يعرف صفوت عبدالغني بقائد الجناح العسكري بالجماعة الأمر الذي ينكره هو شخصيا وقد تم القبض عليه لهذا السبب مرة أخري وهذه المرة دون محاكمة اعتقل صفوت لمدة 15 عاماً ليبلغ إجمالي السنين التي قضاها في السجن 20 عاما كاملة داخل السجون.
لعب صفوت عبدالغني دورا في مبادرة وقف العنف فهو كان بمثابة همزة الوصل بين قادة الجماعة وأبنائها الذين كانوا فقط يسمعون عن مشايخهم ولا يعرفون أشكالهم وقد حصل صفوت عبدالغني علي دكتوراه في التعددية السياسية وتداول السلطة بدرجة امتياز وقد أشرف علي رسالته الدكتور يحيي الجمل.
الأيام الماضية شهدت فصل صفوت عبدالغني من الجماعة بقرار من الشيخ كرم زهدي والشيخ ناجح إبراهيم بحجة رجوعه عن المبادرة ورغبته في العودة إلي العنف الأمر الذي نفاه الرجل وتضامن معه كثير من قيادات الجماعة وتم إلغاء هذا القرار الذي وصفه صفوت بأنه كان سقطة أخلاقية من الدكتور ناجح والشيخ كرم واتهم الشيخ ناجح بأنه يريد أن يستحوذ علي الجماعة.
وكان صفوت وعصام دربالة استطاعا التأثير علي أبناء الجماعة وإقناعهم بضرورة إعادة هيكلتها عن طريق الانتخاب الأمر الذي عجل بتنحية كرم زهدي وناجح إبراهيم وكانت نتيجة تلك الانتخابات هي إمارة عصام دربالة وتصعيد صفوت عبدالغني إلي مجلس شوري الجماعة.
الشيخ علي الديناري صوفي الجماعة وكنيته أبو رفيدة
الشيخ علي الديناري من مواليد عام 1960 بقرية أم دينار بالجيزة انتقل مع اسرته إلي مدينة السويس وعاش هناك إلي ان قامت حرب 67 وهجر مع المهاجرين إلي مدينة الداخلة بالوادي الجديد التحق بكلية الزراعة جامعة المنيا وهناك تعرف علي قيادات الجماعة الإسلامية وانضم إليهم.
تم القبض عليه في أحداث اغتيال السادات وكان من القليلين الذين حصلوا علي براءة لأنه لم يكن له أي دور في عملية اغتيال السادات وكذلك قضية الجهاد الكبري في أحداث أسيوط ولكنه ظل محبوسا احتياطيا علي ذمة هذه القضية ثلاثة أعوام كاملة من 81 إلي 1984 وعندما خرج الشيخ علي الديناري من المعتقل ظل مقيما بمدينة المنيا حيث تم اختياره أميرا للجماعة هناك في عام 1987خلفا لأميرها السابق علي عبدالفتاح الذي استشهد في أفغانستان وكان علي الديناري مسئولا بالتربية بالجماعة إلي ان تم تضييق الخناق عليه من قبل الأمن فسافر إلي القاهرة للعمل مع أبناء الجماعة هناك إلا أن الأمن قبض عليه في عام 1991 وظل معتقلا لمدة 15 عاماً داخل السجن دون أي محاكمة حتي خرج في عام 2006.
علي الديناري عاد إلي مدينته السويس مرة اخري هناك وأصبح مسئولا عن الجماعة بالسويس وهو متزوج من ابنة خاله ولديه منها بنت وحيدة وهي الآن في كلية طب وهو رجل فقير حيث يعمل اخصائي تغذية بإحدي مدارس السويس ويعمل أيضا في محل بقالة هو يميل إلي الزهد والتصوف وعدم الاكتراث بأمور الدنيا ويحب الصمت كثيرا وعندما يتحدث يقل في الكلام.
يتمتع بحب وقبول لدي كل أبناء الجماعة ولم يحدث ابدا بينه وبين أحد من أبناء الجماعة أي خلاف لذلك اكتسب مصداقية كبيرة لدي الجميع وقد ساعده هذا في قبول وساطته في حل الخلاف الأخير بين قيادات الجماعة حيث كان هو أحد الأفراد الذين استطاعوا لم شمل الجماعة في الفترة الأخيرة قبل ان تتسع الفجوة وتنقسم الجماعة وكان نجاحه في هذا أحد أهم الأسباب التي دفعت أبناء الجماعة إلي تصعيده إلي مجلس شوري الجماعة ليقود الجماعة في المستقبل.




الموجز




شارك هذه المقالة مع أصدقائك :
 

المتابعون