باالصور أبداعات الثوار فى ميدان التحرير

باالصور أبداعات الثوار فى ميدان التحرير

 

الأهرام تنشر : رسالة من كاهن كنيسة السيدة العذراء

وصلنا من القس مرقس برتي كاهن كنيسة السيدة العذراء عين شمس الغربية الرسالة التالية‏:‏ في الوقت الذي نجح فيه العقلاء في نزع فتيل فتنه طائفية في عين شمس كالتي حدثت في صول وامبابة

وتم عقد اتفاق عرفي بين الطرفين يحدد مايجب اتخاذه في الفترة المقبلة حتي تستقر الامور في عين شمس وكل ربوع مصر ان شاء الله وجدنا في جريدتنا الأهرام الغراء التي نعتبرها أحد أهم اركان الاستقرار في بلدنا العظيمه مصر تحقيقا في الصفحة السادسة للاستاذ سيد صالح يتحدث عن الفتنة دون ان يعرض وجهة النظر الاخري فهو لم يهتم باخذ رأي أي قبطي في منطقة عين شمس. ثانيا: من هو صاحب الاحصاء الذي استند اليه مؤكدا ان منطقة عرب الطويله يقطنها99% مسلمون وفقط1% مسيحيون فهذه الكنيسة كل البيوت المحيطة بها مسيحيون وعلاوة علي ذلك الكنيسة تخدم منطقة عرب الحصن والطوايله وعزبه عاطف وعزبة شوقي والاربعين وعزبة معروف وغرب البلد وبالمستندات هناك الآلاف من الاسر القبطية في المنطقة. ثالثا: احتواء التحقيق علي وعيد وتهديد من صاحب الرواية والكاتب في اكثر من جزء, حيث قال نص واخشي اذا تمت الموافقة ان تشتعل الفتنة الطائفية واذا حدث سارفع يدي وأنا لست مسئولا عن عواقب ذلك ساعتها لن يلوم المسئولون الا أنفسهم وفي جزء آخر يخشي سكان منطقة عرب الطوايلة من موافقة الجهات المختصة علي تحويل مبني المصنع الي كنيسة.

 

"شرف" يتقدم "أوباما" بدون صورة تعبيرية

اليوم السابع -

كتب علام عبد الغفار

انتشر على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" صورة للدكتور عصام شرف، رئيس مجلس الوزراء، وهو يسير إلى جوار سيلفيو بيرلسكونى، رئيس الوزراء الإيطالى، ومن خلفهما الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، والأمين العام للأمم المتحدة، بان كى مون، خلال فعاليات قمة الدول الثمانى التى تستضيفها فرنسا حالياً. قارن النشطاء بين هذه الصورة وصورة الرئيس المخلوع حسنى مبارك، وهو يسير متأخراً بخطوات خلف أوباما وبنيامين نتانياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلى، ومحمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية، والملك عبد الله ملك الأردن، خلال مفاوضات استعادة السلام العام الماضى. كما قارن النشطاء على "فيس بوك" بين موقع "شرف" فى المسير مع كبار مسئولى العالم وموقع "مبارك"، الذى تأخر بخطوات عن رؤساء الدول والحكومات، واعتبر النشطاء هذا الاختلاف بين تقدم "شرف" وتأخر "مبارك" هو انعكاس لمكانة مصر بعد ثورة 25 يناير، وبدء الدولة فى استعادة أسهمها إقليمياً وعالمياً إثر تغير مواقفها الخارجية، إلى جانب عودة العالم لتقدير المصريين لإصرارهم على الحصول على حريتهم، وإسقاط نظام شهد الجميع بأنه كان سبباً فى تضاؤل دور مصر. المقارنة بين الصورتين اللتين لا يزيد الفارق الزمنى بينهما على عام واحد، دفعت عدداً من النشطاء إلى التأكيد على أن "مصر الثورة" وضعت رئيس حكومتها فى المقدمة دون الحاجة إلى استخدام تقنية الـ"فوتوشوب" التى لجأ إليها رئيس تحرير صحيفة قومية كبرى لتغيير وضع "مبارك" عبر نقل صورته إلى المقدمة خلال مفاوضات السلام الأخيرة لإعطاء إيحاء بأنه يقود المفاوضات بين زعماء العالم.
 

البيت الأبيض: أوباما أكد لشرف التزام أمريكا بدعم الاقتصاد المصرى

واشنطن (أ ش أ)

أكد الرئيس الأمريكى باراك أوباما مجدداً خلال لقاء له مع رئيس وزراء مصر الدكتور عصام شرف، التزام الولايات المتحدة بدعم الديمقراطية فى مصر، فضلاً عن برامج التحديث الاقتصادى التى كانت محور مواضيع المناقشة بينهما. جاء ذلك فى تصريحات لنائب مستشار الأمن القومى الأمريكى للاتصالات الاستراتيجية بن رودس على متن طائرة الرئاسة الأمريكية التى أقلت الرئيس الأمريكى إلى بولندا بعد مشاركته فى قمة الدول الثمانى الكبرى فى دوفيل بفرنسا، وفقاً لبيان صحفى صدر عن البيت الأبيض. وأشار بن رودس إلى أن الرئيس أوباما لمس التزام شرف بالمضى قدماً فى الإصلاحات السياسية فى مصر، وناقش معه أهمية المضى قدماً فى الإصلاحات الديمقراطية، بما فى ذلك احترام حقوق الأقليات. ونوه بن رودس بأن الرئيس أوباما عقد اجتماعاً مماثلاً مع رئيس الوزراء التونسى الباجى قائد السبسى.
 

شاهد هذا الفيديو هتكتشف اكتشاف رهيب.

شاهد هذا الفيديو هتكتشف اكتشاف رهيب.
 

بالفيديو شاهد المفجأة الكبرى في ميدان التحرير تظاهرات ضد الشيخ محمد حسان

بالفيديو شاهد المفجأة الكبرى في ميدان التحرير تظاهرات ضد الشيخ محمد حسان
 

المجلس الملي‮ يتهم العادلي‮ بتفجير‮ كنيسة القدسين

المجلس الملي‮ يتهم العادلي‮ بتفجير‮ كنيسة القدسين
تحقق النيابة العامة بالاسكندرية في‮ بلاغ‮ المجلس الملي‮ للأقباط الأرثوذكس‮ يتهم اللواء حبيب العادلي‮ وزير الداخلية الأسبق بتفجير كنيسة القديسين وقتل‮ 24‮ مواطنا وإصابة‮ 90‮ آخرين،‮ وكان المستشار‮ ياسر رفاعي‮ محامي‮ عام أول نيابات استئناف الإسكندرية قد تلقي‮ البلاغ‮ رقم‮ 7879‮ عرائض من المجلس الملي‮ والمركز المصري‮ للدراسات الانمائية وحقوق الانسان ضد وزير الداخلية بتهمة تفجير الكنيسة‮.‬ وطالب البلاغ‮ باعادة فتح التحقيق في‮ أحداث تفجير الكنيسة واستدعاء وزير الداخلية السابق للتحقيق معه بتهمة التفجير والقتل‮.‬ واشار البلاغ‮ إلي‮ أنه قبل الحادث قامت جهات معلومة بتوجيه تهديدات واضحة للكنائس في‮ نوفمبر‮ 2010‮ فور وقوع مذبحة كنيسة سيدة النجاة بالعراق،‮ وأكد البلاغ‮ فشل الأمن في‮ حماية شعبه وكذب حبيب العادلي‮ في‮ احتفال عيد الشرطة بالاعلان عن كشف حقيقة الواقعة والجناة والجهة المنفذة والقبض علي‮ المتهم الرئيسي،‮ وباقي‮ المتهمين في‮ وسائل الاعلام‮.‬ وقال جوزيف ملاك مدير المركز‮: فوجئنا منذ شهر بالافراج عن المتهمين في‮ الاحداث وسكوت النيابة العامة وعدم إصدارها أي‮ تقارير تخص الحادث منذ‮ 25‮ يناير تقدمها للمحامي‮ العام بتكليف من القيادة الكنسية ببلاغ‮ رقم‮ 1373‮ لسنة‮ 2011‮ عرائض المحامي‮ العام الاول بالاسكندرية نطلب فيه معرفة حيثيات قرار الافراج عن المتهمين في‮ احداث القديسين وكذلك الكشف عن سير التحقيقات وتوضيحاً‮ لما تردد بحفظ التحقيقات‮.‬ الوفد
 

نجاح كبير للثورة بدون الأخوان والسلفيين

نجاح كبير للثورة بدون الأخوان والسلفيين
 

بين الإيمان والرؤيا(1)

( بين الإيمان والرؤيا(1
طوبى للذين آمنوا ولم يَرَو
للأب متى المسكين
لا يزال عالقاً في أذهان كثير منَّا أن الإنسان الذي يكشف الله عن عينيه ليرى ملائكة أو قديسين أو شخص الرب نفسه، يكون ذا امتياز فائق، ومن أجل هذا تلتهب قلوبنا في شوق ورجاء كثير كل يوم بحزن ودموع أن نؤهَّل لرؤية وجه الرب أو أن نقترب إلى استعلانه لنستمتع بأقصى سعادة نتصوَّرها. وفي الحقيقة لم يترك الرب لنا هذا المجال بهذه الصورة السلبية المحزنة، التي يبدو فيها الحرمان من رؤية المسيح هو في الغالب الصورة العامة بين المؤمنين.
لذلك حرص الرب عندما شكَّ توما في قيامته من بين الأموات، أن يوضِّح لتوما ولنا أن إمكانية الرؤيا لقيامته ولشخصه أمرٌ ميسور وهو يُعطيه لِمَن يشاء، وقتما يشاء، بحسب الحاجة الماسة إلى هذا الاستعلان.
وعلى أساس هذا ظهر الرب في اليوم الثامن من قيامته خصيصاً لتوما، وأعطاه كل ما ألحَّ عليه حتى يكتمل إيمانه، ويكتمل إيمان الرسل جميعاً الذين ستوضع عليهم مسئولية الكرازة، فقال له: هات إصبعك يا توما والمس جروحي، وهات يدك وضَعْها في جنبـي «ولا تَكُن غير مؤمنٍ بل مؤمناً»، ثم استطرد الرب مباشرة - دون أن يوبِّخ تـوما على هذا التخاذل في الإيمـان بقيامة المسيح، ووضع شروط الرؤيا العينية واللَّمْس باليد للإيمان - قائلاً: «لأنك رأيتني يا توما آمنتَ، طوبى للذين آمنوا ولم يَرَوْا» (يو 20: 26 - 29).
وهنا يقصد الرب بـ «الذين آمنوا»: التلاميذ والأحبَّاء في ذلك الوقت أو من جميع الأجيال الذين سوف تمتد بهم الأيام إلى أواخر الدهور. هنا نجد أن الرب يوافق على الرؤيا العلنية والملموسة أيضاً لقيامته، ولكن يعود ويضع الإيمان بدون رؤيا على مستوى أعلى!!
هذه في الحقيقة يمكن أن نعتبرها بكل يقين وثقة أنها آخر وأعظم طوبى، أو بمثابة ختام النعمة العُظمى التي منحها المسيح للكنيسة، فقد منح الرب قبل الصليب ثماني تطويبات لمختاريه (في إنجيل القديس متى)، وأضاف عليها سبعة تطويبات أخرى في مناسبات أخرى، وأبقى هذه الطوبى بعد القيامة ليمنحها لكنيسة الدهور الآتية كلها: «طوبى للذين آمنوا ولم يَرَوْا».
ونحن إذا تعمَّقنا موضوع الرؤيا من الناحية الروحية سواء في الجهاد النسكي أو التصوُّفي بالتأمُّل، نجد أن غاية المفهوم العملي والإنجيلي لرؤية الله في شخص المسيح رؤية علنية يعني الوصول إلى حالة إدراك الله في ذاته. ومعروف بوجه التحديد القاطع أن الله غير مُدرَك إدراكاً كاملاً إلا من ذاته، أي أن الله وحده هو الذي يُدرِِك ذاته، فالله لم يَرَه أحدٌ قط إلا الابن وحده الذي هو في حضن الآب وهو الذي رأى وخبَّر (انظر: يو 1: 18).
لذلك يقول المسيح بغاية الوضوح والدقة إن لا أحد يعرف الابن إلا الآب، ولا أحد يعرف الآب إلا الابن، ثم يستطرد المسيح لكي لا يغلق على الإنسان في الجهل الكلِّي بالله، فيقول: «ومَنْ أراد الابن أن يُعلِن له» (مت 11: 27)، أي أن الله يمكن أيضاً أن يصير مُدرَكاً لدى الإنسان إنما جزئيّاً، وبالقدر الذي يُعطيه الابن حسب مطلق مشيئته، بالإعلان الذي يعطيه من ذاته، وبواسطة الروح القدس، وفي حدود إمكانية الإنسان الروحية وقدرته على الأَخْذ والقبول والتصديق. وذلك يكون غالباً لسبب خاص يراه الرب ضروريّاً، لأن الروح يُعطي كل واحد كما يشاء «كما قَسَمَ الله لكل واحد مقداراً من الإيمان» (رو 12: 5)؛ ويؤكِّد المسيح أن ذلك يكون بواسطة الروح القدس: «يأخذ مِمَّا لي ويُخبركم» (يو 16: 14).
هنا تدور الرؤيا كلها حول معرفة الله وإدراكه التي تنتهي بحصيلة واحدة، سواء في العهد القديم أو في العهد الجديد أو في تاريخ الكنيسة أو في حياة جميع قدِّيسيها، وهي أنَّ رؤية الإنسان لله محدودة جداً ولم تبلغ قط إلى حدِّ الإدراك الكامل، وأنها لا تأتي إلا بحسب إرادة الرب يسوع:«ومَنْ أراد الابن أن يُعلِن له» (مت 11: 27). هذه الآية توضِّح محدودية هذا الاختبار جداً، بعكس الإيمان الذي جعله الله التزاماً: «مَنْ يُنكر الابن ليس له الآب أيضاً» (1يو 2: 23)، «الذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياةً، بل يمكث عليه غضب الله» (يو 3: 36)، «ومَنْ لم يؤمن يُدَنْ» (مر 16: 16).
وهنا نأتي إلى دعوة الله للإيمان بالمسيح بدون رؤيا، ونسأل: لماذا أعطى المسيح التفوُّق للإيمان به بدون رؤيا على الإيمان به الذي تمَّ بالرؤيا على مستوى توما؟
هنا المسيح لا يتعطَّف على المستوى الأقل (الإيمان بدون رؤيا)، ويُعطيه الطوبى لكي يُساويه بالمستوى الأعلى (الإيمان بالرؤيا)، ولكن المسيح أعطى الطوبى للإيمان بدون الرؤيا على أساس، وبناءً على أصول وحقيقة وقانون إلهي، وهو أن الإيمان البسيط بشخص الرب يمكن أن يبلغ بالإنسان في كل الأمور المختصة بالله إلى حدٍّ متفوِّق جداً على الرؤيا.
فالإيمان البسيط الواثق بالمسيح يبلغ بالإنسان إلى قبول المسيح قبولاً كاملاً وكليّاً في ذاته: «أمَّا كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله (فيه)» (يو 1: 12)، أي يصير شخص الرب في صلة قلبية داخلية دائمة في ضمير الإنسان، تزداد كل يوم عمقاً واختباراً حتى تصل إلى حدِّ صلة العروس بالعريس، أي الاتحاد السرِّي أو زيجة النفس بالمسيح حيث تصبح النفس مملوكة كليّاً له، فتصير النفس مع الرب روحاً واحداً: «أما مَن التصق بالرب فهو روح واحد» (1كو 6: 17)، حيث لا تعود النفس تحيا من ذاتها، بل تحيا من المسيح وبالمسيح، حتى إلى الدرجة التي يصير فيها المسيح هو الذي يحيا فيها.
هنا الالتصاق بالرب، أو حياة الرب داخل النفس الذي يُعبِّر عنه القديس بولس الرسول، والذي سبق وعبَّر عنه الرب يسوع بالثبوت المتبادَل فيه، والحياة المتبادَلة معه؛ هذه الحالة من الاتحاد والحب ارتفع بها المسيح إلى درجة فائقة في سرِّ الجسد والدم، إذ جعلها تبلغ حدَّ أَكله وشُربه. فليس هو التصاقاً وحسب بل اتحاد عميق. هنا استعاض المسيح عن رؤيا العين ولَمْس اليد لجسد قيامته كواسطة للتحقُّق من شخصه أو لبلوغ حالة معرفة وإدراك له: «ربِّي وإلهي»، استعاض عنها بوسيلة أخرى مُتاحة للجميع، وهي أنه يُعطي شخصه كله سرّاً ومجَّاناً لكل إنسان للإيمان به! لا على أساس الرؤيا، بل على أساس تغميض العين وفتح الفم لنتناوله داخليّاً بالإيمان بدون عيان: «مَنْ يأكلني فهو يحيا بي»، «مَنْ يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت فيَّ وأنا فيه» (يو 6: 57،56).
هــذا كله يجمعه القديس بـولس الرســـول دائماً في هـاتـين الكلمتين: «آمِـــن... فَتَخْلُص» (أع 16: 31).
هنا الإيمان هو على أساس قبول المسيح الكلِّي بالسرِّ الممنوح لنا، سواء سر المعمودية أو سر الجسد والدم. لذلك فإن استجابة الإيمان الصحيح تكون بالإلحاح المباشر لقبول المعمودية، واستجابة المعمودية هي قبول الجسد والدم؛ إذ بمجرَّد أن ينفتح قلب الإنسان بالإيمان يظل هذا الإيمان فعَّالاً كقوَّة سريَّة لا تهدأ حتى يبلغ الإنسان حالة التبنِّي لله في شخص المسيح.
إذن، فالآية: «آمن... فَتَخْلُص» لا تعني ببساطة أن مجرَّد الإيمان القلبي يوصِّلنا إلى حالة الخلاص، لأن الخلاص الكامل يستحيل بلوغه إلاَّ ببلوغ حالة قبول المسيح قبولاً كليّاً وشاملاً؛ أي التصاق بالقلب، واتحاد بالسر، واعتراف دائم بالفم! من واقع حياة جديدة وعلاقة عملية تُعبِّر عن اتحاد زيجي لا ينفصل.
وهذا يتم:
أولاً: بالمعمودية للموت والقيامة مع المسيح، أي بالميلاد من فوق، لنكون من لحم المسيح وعظامه، وحتى نُكمِّل شركة الموت والقيامة معه.
ثانياً: بأَكْل الجسد والدم لقبول حياة مُتجدِّدة.
ثالثاً: بالتمسُّك بالاعتراف بالمسيح إلى آخر نسمة من حياة الإنسان.
ولكن الرؤيا بالعيان أو حتى بلمس اليد لجروح المسيح القائم من بين الأموات، لا يمكن بل ومستحيل أن تُوصِّلنا إلى حالة قبول المسيح قبولاً يبلغ إلى حالة اتحاد زيجي، لقد أنشأت هذه الرؤيا عند توما مجرَّد اعتراف بحقيقة الرب: «ربي وإلهي».
بل والأكثر من ذلك أن التلاميذ عندما رأوا الرب لأول مرَّة في العلِّيَّة عشية قيامته، وسمعوا صوته وهو يُحيِّيهم بلهجته المعهودة: «سلامٌ لكم» (يو 20: 19)؛ لم يُصدِّقوا أنه المسيح، بل شكُّوا كلهم وقالوا إنه روح!!
إذن فالرؤيا للرب نفسه مهما كانت صحيحة وواقعية ومسموعة، إلاَّ أنه قد يُصاحبها شك وعدم تصديق!
وهكذا تظل الرؤيا، مهما كانت صحيحة، في حاجة إلى إيمان، لكي يتم التصديق ويتم القبول. لذلك فإن المسيح بعدما أظهر نفسه لهم، ابتدأ يُوبِّخهم على عدم إيمانهم، لأنهم لم يُصدِّقوا أخبار قيامته!
من هذا نرى لماذا شدَّد الرب على الإيمان أكثر من الرؤيا: «طوبى للذين آمنوا ولم يَرَوْا»، إذ وضح تماماً أن رؤية الرب نفسه واقفاً ومتكلِّماً بشخصه لم تسعف التلاميذ لكي يؤمنوا به أو حتى يصدِّقوه، بل شكُّوا!
فواضحٌ الآن أنَّ بالإيمان الواثق وحده نبلغ إلى حالة قبول شخص الرب الحي قبولاً كاملاً بكل يقين، أعظم من يقين الرؤيا واللمس، وذلك بالحب الفائق الذي يلهب قلوبنا كل يوم لنموت له ونحيا له؛ ليحيا هو فينا بسرِّه الفائق، فنستمتع بوجوده ونتحد به كاتحاد العروس بالعريس بفرح هو أبهج من فرح عروس وعريس، وذلك كله دون أن نراه رؤيا العين كما يقول القديس بطرس الرسول: «الذي وإنْ لم تَرَوْهُ تحبُّونه، ذلك وإن كنتم لا تَرَوْنه الآن لكن تؤمنون به، فتبتهجون بفرحٍ لا يُنطق به ومجيد، نائلين غاية إيمانكم خلاص النفوس» (1بط 1: 9،8).
واضحٌ هنا من كلام القديس بطرس، أن الرؤية العلنية للرب صارت بعد تأكيد الرب لتوما: «طوبى للذين آمنوا ولم يَرَوْا»، صارت خارجة عن منهج حياة الإيمان بالرب يسوع في الكنيسة، أي صارت ليست من مستلزمات الإيمان.
ثم واضحٌ أيضاً أن الرؤية العلنية إذا امتنعت، لا يمكن أن تمنع الإيمان، كما أنه واضحٌ من كلام القديس بطرس ومن سيرته كلها أن الرؤية إذا جاءت لا تزيد الإيمان المتأصِّل في القلب أو تُكمِّله شيئاً، ولكنها - أي الرؤيا - إذا جاءت بعد إيمان فهي تكون دعوة لرسالة عاجلة وخطيرة.
كذلك واضحٌ لنا من كلام القديس بطرس الرسول باعتباره أكبر وأخطر إنسان اختبر الشكَّ واختبر الرؤيا، ثم بعدها اختبر الشكَّ أيضاً، ثم اختبر الإيمان وانتهى إلى تقرير هذه الحقيقة الإيمانية التي هي إحدى الدعائم الأساسية التي تقوم عليها علاقتنا بالمسيح: أن الإيمان بدون الرؤيا يمكن أن يبلغ إلى حالة حب صادق للرب: «الذي وإن لم تروه تحبونه». ثم إن هذا الحب القائم في سيرة الإيمان الصادق قادر أن يبلغ بنا حتماً إلى حالة من الابتهاج تفوق العقل والمنطق، إذ ليس لها من سبب يراه أو يعقله الإنسان، بل هي حالة ابتهاج بواقع غير منظور وغير محسوس، هو في الحقيقة قائم على سرِّ وجود الرب نفسه داخل القلب: «ليحلَّ المسيح بالإيمان في قلوبكم، وأنتم متأصِّلون ومتأسِّسون في المحبة» (أف 3: 18،17).
ثم يُتوِّج القديس بطرس هذا الاختبار الروحي العجيب القائم على الإيمان والحب والابتهاج بدون رؤية عينية على الإطلاق، بأنه يبلغ بنا حتماً إلى حالة كرازة لخلاص الآخرين، لأن فرحة الإيمان بالرب ويقين الابتهاج بقيامته هي أعظم بشارة بقيامة الرب نُقدِّمها من واقع حياتنا يمكن أن تؤثـِّر جداً في الخطاة فتجذبهم للحياة الأبدية.
فالتلاميذ - بعد أن عَبَروا على منطقة الشكِّ والخوف وعدم التصديق، وهم في واقع الرؤية العينية لشخص الرب واقفاً أمامهم - دخلوا في يقين الإيمان بالقيامة كعطية فائقة من الرب، وفي الحال دخلهم فرح وابتهاج يقول عنه القديس بطرس الرسول كمختبر إنه: «لا يُنطق به ومجيد»، وذلك كنتيجة حتمية للإيمان بالقيامة.
ومن واقع هذا الابتهاج والفرح الدائم الذي غمر حديثهم وسلوكهم وكل حياتهم، صاروا بالتالي رسلاً للإيمان بالقيامة من بين الأموات، لتوصيل هذا الإيمان عينه بكل ابتهاجه لخلاص الآخرين.
وأصبحوا بسرِّ سلوكهم هذا المملوء من الفرح والابتهاج في الإيمان بالقيامة يجتذبون، بدون جهدٍ، ألوف الخطاة إلى التوبة والإيمان بالمسيح: «وكانوا كل يوم يُواظبون في الهيكل بنفسٍ واحدة، وإذ هُم يكسرون الخبز في البيوت، كانوا يتناولون الطعام (الإفخارستيا) بابتهاج وبساطة قلب، مُسبِّحين الله، ولهم نعمةٌ لدى جميع الشعب. وكان الربُّ كلَّ يوم يضمُّ إلى الكنيسة الذين يخلصون» (أع 2: 47،46).
 

لكى نستحق مدينة الله " الفردوس "

لكى نستحق مدينة الله " الفردوس "

للقديس باسيليوس الكبير

ثياب العماد المقدس:

من رسالة إلى بالاديوس عند عماده:

أنا أشتاق أن أراك، خصوصاً بعدما سمعت أنك قد أخ

ذت الشرف الأعلى، والغطاء الخالد الذي إذ غطانا بالكمال، فهو قادر أن يهذب أجسادنا الفانية، إذ أن الموت يمتص داخل الجزء الذي لا يموت،

إنك قد أصبحت بنعمة الله واحداً من المقربين إذ تحررت من الخطية، وفتح الله لك باب القصر السمائى، وأراك الطريق الذي يؤدى إلى هذا القصر المقدس، وأنا أدعوك يا من تفوقت في الحكمة أن تفرح بهذه النعمة وتفكر فيها، وتنظر لها حتى تحرس هذا الكنز الملوكي، الذي اؤتمنت عليه بالعناية التي يستحقها، فإذا حافظت على هذا الختم سليما حتى النهاية ستقف عن يمين الله، فستبرق مضيئاً في وسط إشعاعات القديسين، بدون أي تشوه أو فساد على ثيابك الخالدة.

احفظ أعضائك التي تقدست كواحد لبس المسيح له المجد، لأنه قيل " كلكم الذين اعتمدتم للمسيح قد لبستم المسيح " ( غلا 3: 27 )، فياليت كل أعضائك تكون مقدسة حتى تستحق أن تتغطى بهذا الثوب المقدس النوراني.

التحرر من الغرائز:

خلق الجنس البشرى على صورة الله وشبهه، ولكن بسبب الخطية تحطم جمال هذه الصورة، وتدنت الروح إلى أسفل بالشهوات الأرضية، وبالتالي فقدت البشرية تشابهها لله، وفقدت توافقها مع الحياة المؤبدة السعيدة، لأنه لا يمكن أن تشعر البشرية بالطمأنينة وهى بعيدة عن الله.

ليتنا نعود إلى حالتنا الأولى التي للنعمة، والتي طردنا منها بسبب خطايانا، ونعود مرة أخرى إلى صورة الله وشبهه، وبذلك نكون كالخالق في تحررنا من الشهوات.

أولاً: ليتك تستطيع أن تجعل حياتك في هدوء ولا تميل قلبك مع الشهوات، فإنك بذلك تحولها إلى الطبيعة الإلهية بقدر الإمكان، وبذلك ستعود روحك إلى صورة الله.

وعندما تصل إلى هذا التشابه مع الله فإنك ستصل أيضا إلى صورة الحياة السمائية التي تدوم بغير نهاية في الأبدية السعيدة.

وإذا كنا بتحررنا من الشهوات نستطيع أن نسترجع صورة الله التي تعطينا الحياة المؤبدة السعيدة، دعونا إذا نتجاهل كل الأمور، ونركز على التفكير في هذا الموضوع بالذات، وبذا سوف تتحرر أرواحنا ولا يمكن أن تسود عليها الشهوات مرة أخرى، بل وسيبقى عقلنا ثابتاً وغير مقهور أمام أي من الإغراءات، حتى نستطيع أن نشارك في قدسية الله.

البتولية إذا فهمناها بالحق، بحسب الإحساس الروحي، نستطيع أن نصل إلى هذا الهدف. لأن رفض الزواج لا يمكن أن يكون بتولية حقيقية، بل لابد أن تكون بتولاً في أمور حياتك وطباعك، وتظهر نقاء البتولية في كل شيء تفعله، لأن شهوة الزنا من الممكن أن ترتكب بالكلام، وأيضا بالنظر، بل وأيضا بالسمع، ويصير القلب كله دنساً وملوثاً، بل وإذا تعدينا حدود الاعتدال في الأكل أو الشرب نتدنس أيضاً.

لو استطعت أن تحكم نفسك في قانون البتولية هذا، ستجد نعمة البتولية بكل أشكالها كاملة في داخلك.

الطهارة ليست قاصرة على الجسد:

إذا أردنا بالحقيقة أن تكون أرواحنا شبيهه بالله، ومتحررة من الغرائز، حتى نستطيع أن نصل إلى الحياة الأبدية، دعونا إذا ننظر إلى حياتنا بالحقيقة ولا نخالف وعودنا، ويُحكم علينا مثل حنانيا

( أع 5: 1 – 11 )، لأن حنانيا كان قد وعد الله أن يعطيه كل أمواله، آملاً في أن يحوز مجداً من الناس، ولكنه بحجزه جزءاً من ثمن بيعه لممتلكاته، لم يجنى إلا غضب الله من خلال كذبه على معلمنا بطرس الرسول، ولم يكن له في قلبه مكاناً للتوبة.

فلهذا يا من أردت البتولية، الأفضل لك أن تتبع طريق الزواج الطبيعي مع الاهتمام بحياتك الروحية وتنفذ الوصايا الإلهية إذا لم تكن تستطيع أن تحفظ ما أردت.

أما من نذر البتولية لابد أن يحفظ نفسه وجسده طاهراً فلا يفعل كما يفعل البعض إذ يهتمون بطهارة أجسادهم فقط، بل يلزمك أن تعتبر أن كل نوع من التصرفات في سلوكك محسوباً عليك، فلابد أن تكون نقيا من أي رذيلة من رذائل هذا العالم: الغضب، الغيرة، الحقد، إهمال الصلاة، إهمال الوصايا، محبة الأشياء الفانية، ارتداء ملابس غالية الثمن، استعمال أدوات التجميل، المقابلات والمناقشات الغير ضرورية والغير مقبولة.

كل هذا تحتاجه بنفس الدرجة من اليقظة، لأن الوقوع في أي من هذه يعتبر خطراً على حياتك الروحية، لأنه في حالة وقوعك في أي من هذه التصرفات المرذولة ستتحطم نقاوة روحك، وتبتعد عن الطريق السمائى.

الذين زهدوا العالم لابد أن يكونوا يقظين، ويحترسوا من أن يدنسوا ذواتهم التي هي أنية لله، لأنك لو أردت أن تكون كالملائكة، فإنك لابد أن تمر أولاً بحالة نقاوة الجسد، ثم تعبر بعد ذلك إلى مرحلة غير الجسدانيين ( الروحانيين ). لأن الطبيعة الملائكية ليست متحررة من قيود الزواج فقط، بل حائزة في داخلها على جمال الطبيعة الملائكية في أنها تنظر إلى وجه الله بصفة دائمة. لأنه لا يوجد أعظم من هذا، أن تنظر إلى وجه الله باستمرار، لأنك لو نذرت أن تعيش عيشة الملائكة ثم سمحت لنفسك أن ترتكب أي رذيلة من هذه السابق بيانها، فإنك في هذه الحالة تشبه من يلبس جلد النمر الذي شعره ليس أبيضا ولا أسوداً، بل أنه خليط من البقع السوداء والبيضاء، ولذلك لا تستطيع أن تصفه بأنه أبيضاً أو أسوادا، هذه هي حالة الذين يمزجون في أنفسهم بين حياة العالم والحياة المقدسة.

المُرشد في حياة الشركة:

كل الذين يريدون أن يعيشوا في حياة مشتركة لابد أن يكون لهم مرشد روحي، واحد يدبر الجماعة، ويختار بشروط معينة.

لابد أن يكون المرشد مثالاً أعلى في حياته وطباعه وطريقة أحاديثه، ولابد أن يكون سنه مناسباً، لأنه من الطبيعي للبشر أن يعطوا احتراماً أكثر للذين هم متقدمين في العمر.

فإذا اختير المرشد بحسب هذه الشروط، لابد أن تعطى له سلطة تامة، ويأمر بالطاعة الفورية له من كل الذين هم في نظام الشركة، مادامت هذه الطاعة تؤدى إلى حياة هادئة جيدة، وحياة تلمذة حقيقية، مثلما قال معلمنا بولس الرسول " إننا لا نقاوم السلطات التي تفرض علينا من الله " ( رو 13: 1 )، لأنه إذا فعل أحد ضد هذا، فلابد أن يعاقب من الله، فلابد أن يعلم الجميع أن هذه السلطة قد أعطيت له من الله حتى نضمن أن التقدم دون عائق طالما يعطى نصائح مفيدة ونافعة.

من أجل كل هذا لابد أن يكون القائد مثالاً صالحاً لكل الذين ينظرون إليه، وحاوياً في داخله لجميع الفضائل الروحية، ويكون مثل ما قال به معلمنا بولس الرسول: " بلا لوم كوكيل الله، غير معجب بنفسه، ولا غضوب.......متعقلاً، باراً، ورعاً، ضابط لنفسه، ملازماً للكلمة الصادقة التي بحسب التعليم، لكى يكون قادراً أن يعظ بالتعليم الصحيح " ( تيطس 1: 7 – 9 )، وأعتقد أنه من المهم أن تفحص كل حياته، ولا ينظر فقط إلى عمره، لأنه ربما وجدنا تصرفات غير ناضجة لشخص ذو شعر أبيض ووجهه ملئ بالتجاعيد، وأيضا لابد أن تكون تصرفاته وأخلاقه ناضجة ومقبولة، حتى يكون لكل تصرفاته وأقواله قوة القانون، وله التقدم في هذه الحياة المشتركة.

أما من جهة العائشين في هذه الحياة المشتركة فأنه يتعين عليهم أن يتبعوا أسلوب معلمنا بولس الرسول، ويعملون بأيديهم حتى يأكلوا خبزهم اليومي، وهذا العمل أيضاً لابد أن يكون تحت إرشاد رئيس الدير، الذي ينظم أعمالهم حسب الحاجة، حتى لا نحتاج إلى الخروج خارج الدير لسداد احتياجاتنا اليومية.

لابد أيضا أن نتبع قانون الاعتدال في كل أمور حياتنا، فلا تغالي في النسك حتى الجوع، أو الإفراط حتى السمنة، لأن الإفراط في كلا الحالتين سيؤدى إلى أضرار متساوية، وبذلك نتجنب السير بالتهاون في حياة متساهلة أو نؤذى أجسادنا ونضعفها ونجعلها متكاسلة، لأن أرواحنا في كلتا الحالتين ستحرم من جهادها الذي تسعى بواسطته لتحصل على المواهب الروحية، لأنها ستكون محطمة ويتسلط عليها إحساس الألم، وتهبط إلى أوجاع الجسد الضعيف المريض.

لابد أن تكون حياتنا كلها وقت صلاة، حتى نصل إلى حالة الصلاة الدائمة.

مداخل الأديرة لابد أن تغلق أمام النساء، وتفتح فقط للرجال الأتقياء، لأن الزيارات المتكررة تعطى فرصة للمناقشات الغير ملائمة والغبية، التي تؤدى بالتالي إلى أفكار غبية وغير نافعة.

وبهذا لابد أن تكون القاعدة العامة إنه لو كانت هناك أية محادثة ضرورة يجب على رئيس الدير فقط أن يجاوب، أما الآخرين فلا يجاوبون على أية أسئلة توجه لهم من قبل الزوار لئلا يتحطموا من الكلام الغير مفيد.

لابد أن يكون هناك مخزن مشترك ولا يضع أحد فيه أي شيء خاص له مثل ملابس أو أحذية أو أي شيء آخر من المتطلبات الجسدية، مسؤولية رئيس الدير أن يقرر ماذا يفعل بهذه الأشياء ويعطى كل واحد حسب احتياجاته من المخزن المشترك.

المحبة داخل الجماعة:

قانون الحب لا يسح بالصداقات الشخصية داخل الجماعة، لأن المحبة أو المودة الشخصية ستؤثر بخطورة على الانسجام الكلى، يجب على كل واحد أن يعطى حباً متساوياً لكل أحد، ويحافظ على مستوى واحد من المحبة لكل فرد في الجماعة، ولو شعر أحد بإحساس محبة زائد لراهب زميله وقد يكون أخيه أو قريبه، أو حتى لا تربطه به علاقة، فأي عذر يقدمه يعتبر مرفوضاً ولابد أن يؤدب لأنه حطم كل المجتمع. لأنك لا تستطيع أن تحب إنساناً هكذا بدون أن يحدث نقص من محبتك للآخرين.

التأديب داخل الجماعة:

عقاب أي أحد يرتكب خطأ لابد أن يكون متناسباً مع مقدار هذا الخطأ، فيمكن أن يأدب بأبعاده عن التسبحة أو عدم مشاركته في الصلاة الجماعية أو إبعاده عن أن يشترك في الغذاء.

الأب الراهب المخصص لرعاية التلاميذ يقرر التأديب المناسب لهذا الجرم الذي أرتُكب.

الخدمة في الدير:

لابد أن تؤخذ بالدور، اثنين من الرهبان في تتابع كل أسبوع ليعملوا الأعمال الضرورية، وبالتالي الكل يشترك في أعمال الاحتياجات البشرية، ولا يسمح لأحد أن يتفوق على الآخرين في القيام بالأعمال الجيدة، وكل واحد يسمح له بالراحة لأن عند تعاقب العمل والراحة لا نشعر بالتعب والإرهاق.

الخدمة خارج الدير:

رئيس الرهبان لابد أن تكون له القدرة على اختيار من يعتبرهم مناسبين للخروج في رحلات إذا احتاجوا، ويبقى في داخل الدير الذين أفضل لهم عدم الخروج.

لأنه لابد أن تتذكر أنه عندما يكون الرجل صغير السن حتى لو أخذ كل الاحتياطيات ليضمن تحكّمه في نفسه، لابد أن يبعد عن أن يراه أحد حتى لا يعثر أحداً أو يُعثر بأحد.

لابد أن لا توجد أي علامة من علامات الحقد، الغضب، عدم التسامح بين الرهبان، ولا يسمح بأي حركة، لفتة، كلمة، نظرة، تعيير، أو أي شيء من هذا القبيل، فأي شيء من هذا يعتبر مزعجاً للجماعة.

لو وجد أي أحد مذنباً في هذه الأخطاء لا يسمح له بأن يدافع عن نفسه ليعتذر عن هذا الخطأ، لأن الخطأ هو خطأ بدون أي اعتبارات لأي ظروف دفعته لارتكاب مثل هذا الجرم.

عندما ينتهي اليوم، وكل الأعمال الجسمانية والروحية تنتهي أيضاً، كل أحد لابد أن يفحص ضميره قبل أن ينام، وإن كان قد ارتكب أي فعل خطأ، أو فكّر تفكيراً مرفوضاً، أو تكلم كثيراً أو أهمل في الصلاة أو أهمل حضور التسبحة، أو فكّر بحنين للعالم الخارجي، فلابد أن يعترف بهذه الخطية أمام كل الجماعة وبالتالي ستغفر له خطيته بصلواتهم جميعاً عنه.

الآن وقت التوبة:

نحن الذين تجمعنا هنا بنعمة الله، وهدفنا الواحد هو التعبد لله فقد تجمعنا في مكان واحد باسم إلهنا يسوع المسيح. لذا شعرت أنه لابد أن أتكلم: فلنتذكر باستمرار قول معلمنا الرسول بولس: " ثلاث سنوات لم أكف ليلاً ونهاراً أن أحذر كل واحد منكم بدموعي "، والآن هو وقت مناسب، لأن هذا المكان يعطينا سلام وحرية كاملة من متاعب العالم الخارجي، ليتنا نصلى جميعاً أن يعطينا الخبز

( الحقيقي ) اليومي وتصلك نصيحتي، حتى تشبه الأرض المخصبة التي تنتج ثماراً ناضجة، وبكميات وفيرة كما هو مكتوب.

أنا أسألك بنعمة الله الآب وإلهنا يسوع المسيح الذي مات لأجل خطايانا، أن تظهر كل خبايا روحك وتتوب عن تفاهات حياتك السابقة، وتبذل قصارى جهدك حتى تفعل الأشياء التي تظهر عظمة الله الآب والمسيح والروح القدس.

ليتنا نترك حياة الفساد، حياة التهاون والاسترخاء، التي تجعلنا نفقد الفرصة إذا ظهرت، سواء الآن أو غداً أو في المستقبل البعيد، لئلا يأتي بغتة ويأخذ أرواحنا، ويلقى بنا خارج مكان العرس، حيث تذرف الدموع الغير مجدية، وبدون فائدة، ونرثى لحياتنا المريضة، ففي هذا الوقت تكون التوبة قد تأخرت جداً. قال معلمنا الرسول بولس : " هوذا الآن وقت مقبول، هوذا الآن يوم خلاص " ( 2كو 6 : 2 )، الآن هو وقت لنا للتوبة والعمل وليظهر صبرنا، أما في المستقبل فسنجد لنا للتوبة والعمل وليظهر صبرنا، أما في المستقبل فسنجد المكافأة والتعويض والراحة، لأنه في الوقت الحاضر يساعدنا الله لنقف ضد أفكار الشيطان، أما في المستقبل فسيصبح صارماً، وسيكشف بإصرار كل الأفعال والكلمات والأفكار.

الآن يمكن أن نتمتع برحمته المترفقة ولكن بعد ذلك سيظهر لنا عدله، عندما تقوم القيامة الثانية، فالبعض يقوموا إلى قيامة الدينونة والآخر إلى قيامة الحياة الأبدية، كل يحاسب كأعماله.

إلى متى سنستمر في تركنا للمسيح الذي دعانا لمملكته السمائية؟ أيمكننا أن نتناول الثمار الجيدة التي أعدت لنا بتركنا عاداتنا القديمة، حتى نعيش حياة كاملة كما نجدها في الإنجيل ؟

ليتنا نضع أمام أعيننا باستمرار هذا اليوم الرهيب المحدد لإلهنا، الذي فيه يأتي الذين عاشوا حياتهم، وهم يمارسون أعمال لائقة عن يمين الله، ويدخلوا إلى المملكة السمائية، أما الذين لم يفعلوا فيلقوا في نار جهنم حيث الظلام الدائم، وهناك يكون الصراخ وصرير الأسنان.

الجهاد القانوني:

كلنا نبتغى الوصول إلى المملكة السمائية، ولكننا نهمل الأشياء التي تضمن لنا الدخول إلى هناك. وبالرغم من أننا لا نعمل أي مجهود لتنفيذ وصايا إلهنا، مازلنا نتصور بجهلنا أننا سنكسب تلك الأمجاد، كالذين حاربوا ضد الخطية باستمرار حتى الموت.

كيف يملئون أيديهم بحزم القمح الذين في وقت الحصاد جلسوا في البيت لا يفعلون شيئا؟ كيف جمع العنب من الكرمة الذي لم يزرع ولم يبذل أي جهد؟ الذين يعملون يجنون الثمار والذين ينتصرون يتوجون في النهاية.

كيف ينال أحدٌ إكليلاً دون أن يستعد ليقابل خصمه أولاً؟ أيكفى أن نكون متنصرين ( أي مسيحيين )، لكن لابد أن نكون مجاهدين في ضوء الوصايا، ولكن نتمسك بكل الأوامر، لأنه له المجد لم يقل طوبى للعبد الذي يجده سيده يعمل هواه بل " يعمل ما أُمر به ". لأنك لو عملت بحسب عقلك فقط ولكنك لم تسلك بالطريقة القانونية فيعتبر ذلك خطية عليك.

إذا شعر أحدكم أنه مقصر في شيء في وصايا إلهنا له المجد فلابد أن يجلس مع نفسه ويحاسبها، والرب له المجد وعدنا بأن يعطينا روحه القدوس ليعلمنا كل شيء.

قال الرب له المجد: " الكلام الذي تكلمت به هو يدينه في اليوم الأخير " ( يو 12: 48 )، يقول ربنا له المجد أيضاً: " وأما ذلك العبد الذي يعلم إرادة سيده ولا يستعد، ولا يفعل بحسب إرادته فيضرب كثيراً، ولكن الذي لا يعلم ويفعل ما يستحق ضربات يضرب قليلاً " ( لوقا 12: 47 ).

ليتنا نصلى حتى أستطيع أن أعلمكم الكلمة بدون لوم وحتى تكون مثمرة داخلكم، وأننا نعلم أن كلمات الكتاب المقدس ستسبقنا إلى مكان العدل الإلهي للمسيح له المجد.

ليتنا نلتفت باهتمام لكل الكلمات التي قيلت لأجلنا ونسعى لتنفيذ وصايا الله، لأننا لا نعلم في أي يوم أو في أي ساعة يأتي الرب.

أنفصل عن الكل وأهتم فيما لله:

أي إنسان يريد بالحقيقة أن يتبع الله لابد أن يكون متحرراً من القيود التي تربطه بهذه الحياة، وحتى يحدث هذا لابد أن نغير تماماً طريقة حياتنا الماضية.

بالحقيقة لو لم نتحاشى دائماً الأفكار التي تستحوذ على عقولنا، ونتباعد عن متعلقات هذا العالم، لا يمكن أن ننجح في أن نفرح قلب الله، لابد أن نفكر بطريقة أخرى كأننا لعالم آخر، كما قال معلمنا بولس الرسول " يبتغون وطناً أفضل أي سماوياً " ( عب 11: 16 )، وربنا يسوع المسيح قال بكل وضوح " من لا يترك كل شيء ويتبعني لا يستطيع أن يكون لي تلميذاً " ( لو 14: 26 )، فلكي نصل إلى هذه الدرجة، لابد أن نكون يقظين على الدوام حتى لا تتشتت أذهاننا، بل لنتحفظ جيداً بالتفكير النقي في الله، حتى ينطبع في أرواحنا كختم لا يمحى.

فإذا حافظنا على هذا التدريب، فإننا نحظى بحب الله لنا، وهو أيضاً سيساعدنا لنحفظ وصاياه، وهى بالتالي تحفظنا بأمان حتى النهاية.

قال الرب يسوع المسيح له المجد " الذي يحبني يحفظ وصاياي "، وقال أيضاً " إن حفظتم وصاياي تثبتون في محبتي"، وقال أيضاً " كما أنى أنا قد حفظت وصايا أبى وأثبت في محبته " ( يو 15: 9).

ليتنا نضع الله في تفكيرنا:

الله يعلمنا أن نعمل وفقاً لإرادته، لأنه هو الذي أعطانا الوصايا، فلابد أن نحوّل كل إشتياقاتنا إليه، كما قال له المجد: " نزلت من السماء ليس لأعمل مشيئتي بل مشيئة الذي أرسلني" ( يو 6: 38 ).

إن كل النشاطات اليومية المختلفة لهذه الحياة لها هدفها وطرقها الخاصة، كذلك الحياة الأبدية لها قوانينها وتداريبها التي نعمل في ضوئها كل أعمالنا، حتى ننفذ كل وصايا الله بحسب مشيئته. يستحيل لأعمالنا أن تكمل بالطريقة السليمة ما لم تنفذ تحت طاعته وبكل دقة، ولكي نكون حذرين ونعمل أعمالنا حسب إرادة الله، لابد أن نضع الله في تفكيرنا، كمثل الفنان الذي يعمل تمثالاً منحوتاً لشخص معين، لابد أن يضعه كل الوقت في ذاكرته، حتى يستطيع أن يعمل الشكل والحجم السليم، لأنه لو لم يضع هذا في عقله فأنه سيصنع شيئاً آخر يختلف عن المطلوب منه عمله.

وبنفس الطريقة وجب على كل المؤمنين أن يكرسوا كل أفكارهم وكل طاقاتهم، حتى يحققوا مشيئة الله، بكل حرص ونشاط حتى يفوزوا بقصده الإلهي وينالوا إكليل الحياة الأبدية، يقول داود النبي " جعلت الرب أمامي في كل حين لأنه عن يميني لكى لا أتزعزع " (مز 16: 8)، ويقول معلمنا بولس الرسول: " فإذا كنت تأكلون أو تشربون أو تفعلون شيئاً فافعلوا كل شيء لمجد الله " (1كو 10: 31)

" هكذا يضئ نوركم أمام الناس " ( مت 5: 16 )

رسالة إلى شعب " ببريه ":

لقد وصلتنا أخباراً مفرحة عنكم أيها الأعزاء، وعرفنا جهاداتكم وصولاتكم العميقة، وكيف أن الرب قد كافأكم بثباتكم في إيمانكم بالمسيح له المجد. ربما تتعجبون كيف وصلتنا هذه الأخبار، ولكن الرب قد أكّد أن الذين يظهرون مثل هذا الإيمان الرائع، لابد أن يوضعوا في مكان بارز مثل المنارة، التي يشع ضوئها على كل العالم.

إن مكسب الانتصار يفوز به الغالب في النضال، ومهارة العامل هي التي تظهر فهمه للعمل، كذلك مثل هذه الأعمال لا يمكن أن تنسى أو تختبئ، فقد قال الله له المجد: " فإني أكرم الذين يكرمونني "

( 1صم 2: 30 )، هو سوف يكرم هؤلاء الذين يظهرون ثباتاً تاماً في إيمانهم بالمسيح له المجد، وسوف يمجدهم أمام الجميع مثل بريق أشعة الشمس.

نحن نبتهج ونصلى معكم ونطلب من إلهنا كلنا الذي نعمل لأجله وحده، ويده تساعدنا في جهادنا في هذه الحياة، أن يرسل لكم التشجيع، ويوقى نفوسكم، ويحضر أعمالكم أمامه حيث تجدون نعمة في عينيه، له المجد إلى الأبد.

لو كان المسيح في حياتنا

من خطاب إلى إيوباترياس:

أنا سررت عندما استلمت رسالتك الرقيقة، لأنك استطعت أن تعطى صورة كاملة عن نفسك فيما كتبت عن " الذين يرغبون في الاختلاط مع الناس الذين يحبون الله، ويستفيدون بهذه العلاقة "، إن وصول مثل هذا الخطاب يوضح فهمك الكثير عن الله، وهذا وحده سبب سروري العظيم. إذ لو كان المسيح في حياتنا ، لكان كل كلامنا عنه، وكل شيء نفعله، وكل فكر يكون في إطار تعاليمه، وبذلك تكون أرواحنا على صورته.

لقد ثبتنا قانون الإيمان الذي تقرر من آبائنا في " نيقيا " لكل المؤمنين، وهو إن الابن متحد مع الآب ومن نفس الطبيعة، مساوٍ له في الجوهر نور من نور، إله من إله، صلاح من صلاح، وكل هذه الصفات التي وافق عليها الآباء القديسون، نشهد نحن عليها الآن ويشهد معنا كل الذين يتبعون خطواتهم.

 

المتابعون