
فإذ لنا ختم المعمودية المقدس فلنبادر بترك خطايانا لكي نجد رحمة من الرب في ذلك اليوم . { 2تي 1 : 18 } ؛ لأنه قريب
؛ وسيأتي ويجلس على عرش مجده ؛ وتجتمع جميع الشعوب قدامه . { مت 25 : 13 } ؛ وكل واحد يُعرف من المصباح الذي بيده . كل من ليس له زيت ينطفئ مصباحه ويلقى في الظلمة ؛ أما الذي ينير مصباحه فيدخل معه إلى الملكوت . { مت 25 : 1 ؛ 13 } .
فلنسرع يا أحبائي لنملأ أوانينا بالزيت ما دمنا في الجسد ؛ لكي تنير مصابيحنا فندخل معه الملكوت .
فالإناء يشير إلى التوبة ؛ والزيت الذي يحتويه هو ممارسة جميع الفضائل؛ والمصباح المضىء هو النفس الطاهرة ؛ هكذا فالنفس الحاملة النور بواسطة أعمالها تدخل معه الملكوت ؛ أما النفس التي صارت مظلمة من جراء الشر فتمضي إلى الظلمة .
جاهدوا إذاً يا إخوتي لأن الوقت قريب . { لو 21 : 8 } ؛ وطوبى لمن له هذا الاهتمام ؛ فالثمار قد نضجت والآن زمان الحصاد ؛ وطوبى لمن يحفظ ثماره لأن الملائكة تضمنه إلى الأهواء الأبدية ؛ والويل للذين هم من الزوان لأن ميراثهم هو النار . { مت : 23 : 31 } .
لنفرَّ يا إخوتي من العالم وكل ما فيه لكي نرث الخيرات السمائية ؛ لأن ميراث هذا العالم هو الذهب والفضة والثياب والبيوت ؛ وهذه ليست فقط تجعلنا نخطئ ؛ بل سوف نتركها أيضاً عندما نمضي .
أما ميراث اللـه فهو بلا كيل : " ما لم تره عين ؛ ولم تسمع به أذن ؛ ولم يخطر على قلب بشر " . واللـه يعطيه للذين يطيعونه في هذا الزمان القليل؛ وهم ينالونه من أجل الخبز والماء والكساء الذي قدموه للمحتاجين؛ ومن أجل محبتهم للبشر وطهارة أجسادهم ؛ ولأنَهم لم يصنعوا شراً للقريب ؛ ولأجل القلب الذي لا شر فيه ؛ وبقية الوصايا .
فالذين يحفظون هذه الأمور ؛ يكون لهم نياح في هذا العالم ؛ وكرامة لدى الناس ؛ وعندما يخرجون من الجسد ينالون فرحاً أبدياً .
أما الذين يكملون أهويتهم بالخطية ولا يريدون أن يتوبوا ؛ الذين بانجذاب الشهوة والضلال يكملون شرورهم ؛ ومجون أحاديثهم ؛ وصراخ خصوماتَهم ؛ وعدم خوفهم من دينونة اللـه ؛ وعدم شفقتهم على المساكين ؛ وبقية الخطايا ؛ فهؤلاء يغطي الخزي وجوههم في هذا العالم ويصيرون مرذولين من الناس ؛ وعندما يخرجون من هذا العالم يتقدمهم الخزي والعار إلى جهنم .
ختام :
إن إلهنا قادر أن يجعلنا مستحقين أن ننمو في أعماله ؛ ونحفظ أنفسنا من جميع أعمال الشرور ؛ لنستطيع أن نخلص في ساعة التجربة المزمعة أن تأتي على العالم كله . أنه لن يبطئ ؛ سوف يأتي ربنا يسوع المسيح وأجرته معه؛ والمنافقون يطرحهم في النار الأبدية ؛ أما خاصته فيعطيهم الأجرة ؛ ويدخلون معه وينعمون بالراحة في ملكوته إلى أبد الآبدين آمين .
كلمة أخيرة :
لا تحزن في نفسك يا أخي عند قراءة هذه الأقوال كل يوم ؛ لعله توجد لنا نحن أيضاً رحمة مع أولئك الذين أحتسبهم المسيح مستحقين ؛ فاهتم أنت يا حبيبي بتكميل هذه الوصايا المكتوبة لكي يمكنك أن تخلص مع القديسين الذين حفظوا وصايا ربنا يسوع المسيح .
أما من يقرأ هذه الأقوال ولا يعمل بِها ؛ فذاك يشبه رجلاً رأى وجه خلقته في مرآة ؛ وللوقت نسى ما هو { يع 1 : 23 } ؛ أما الذي يقرأها ويحفظها فهو يشبه البذور التي أُلقيت في أرض صالحة فأتت ثمراً . إن اللـه قادر أن يجعلنا نحسب مع الذين يسمعون ويعملون ؛ لكي يتقبل منا نحن أيضاً الثمر الصالح بنعمته ؛ لأن له المجد والقوة والسلطان إلى الأبد. آمين . لمار إشعياء الأسقيطى
