عن الفضائل
ثلاث فضائل تحفظ العقل دائماً وهو محتاج إليها :
@ الحمية الطبيعية @ والشجاعة @ والعزيمة
ثلاث فضائل أخرى إذا أقتناها العقل يثق بأنه قد بلغ عدم الموت :
@ الإفراز الذي يميز بين شيء وآخر . @ التبصر في الأمور قبل الإقدام عليها
@ وعدم الانغلاب لأي شيء غريب .
ثلاث فضائل تشع في العقل ضوءاً على الدوام هي :
@ أن لا يعرف شر إنسان . @ أن يصنع الخير لمن يسئ إليه .
@ وأن يحتمل بلا انزعاج كل ما يحدث ( له ) .
هذه الفضائل الثلاثة تولد ثلاثاً أخرى أعظم منها :
@ فالذي لا يعرف شر إنسان ؛ يقتني المحبة .
@ ومن يفعل الخير لمن يسئ إليه ؛ يقتني السلام .
@ ومن يحتمل بلا انزعاج كل ما يأتي عليه ؛ ينال الوداعة .
أربع فضائل تنقي النفس :
@ السكون . @ حفظ الوصايا . @ المسكنة . @ والاتضاع .
يحتاج العقل دائماً إلى هذه الفضائل الأربعة :
@ الصلاة للـه مع السجود الدائم . @ طرح الإنسان نفسه أمام اللـه .
@ أن يكون بلا هم من جهة كل إنسان لكي لا يدينه .
@ وأن يصير أصم مقابل أفكار الأوجاع .
أربع فضائل تقوي النفس ؛ وتجعلها في مأمن من بلبلة الأعداء :
@ الرحمة . @ عدم الانغلاب للغضب . @ الصبر .
@ طرح كل بزور للخطية ترد عليها . ومقاومة النسيان تحفظ جميع ذلك .
أربع فضائل هي عون ( الراهب ) الشاب بنعمة اللـه :
@ الهذيذ الدائم ( في ناموس اللـه ) . @ العزيمة ( النشاط في الصلاة ) .
@ السهر ( الدائم ) . @ وأن لا يعتبر نفسه شيء .
الرذائل
أربعة أشياء تدنس النفس :
@ المشي في المدن بلا تحفظ العينين . @ التعرف على النساء .
@ مصادقة عظماء العالم . @ محبة الخلطة بالأقرباء الجسديين .
أربعة تثير في الجسد النجاسة :
@ النوم بلا قياس . @ الأكل حتى الشبع .
@ اللعب والمزاح . @ تزين الجسد .
أربعة أشياء تظلم النفس :
@ مقت القريب . @ الازدراء به . @ الحسد . @ التذمر .
أربعة أشياء تجعل النفس مقفرة :
@ الطواف من موضع إلى موضع . @ محبة اللهو .
@ الرغبة في القنية . @ البخل .
أربعة أمور تضرم فيك الغضب :
@ الأخذ والعطاء . @ الاعتداد بالرأي .
@ محبة تعليم الآخرين . @ ظنك في نفسك إنك حكيم .
ثلاثة أمور يقتنيها الإنسان بصعوبة ؛ وهي تحفظ جميع الفضائل :
@ النوح . @ البكاء على الخطايا . @ وأن يجعل موته قدام عينيه .
ثلاثة أمور تتسلط على النفس التي لم تبلغ إلى الكمال ؛ ولا تدع الفضائل مكاناً في القلب :
@ السبي . @ التواني . @ النسيان .
فالنسيان يحارب الإنسان إلى النفس الأخير إذ يسلمه للقتالات ؛ وهو أقوى من جميع الأفكار ؛ ويولد جميع الشرور ؛ ويهدم في كل وقت جميع ما يبنيه الإنسان .
أعمال الإنسان الجديد والعتيق :
تلك هي أعمال الإنسان الجديد ؛ وأعمال الإنسان العتيق ؛ والذي يحب نفسه لكي لا يهلكها ؛ فليلاحظ كل ما للإنسان الجديد ؛ والذي يطلب الراحة في هذا الزمان اليسير ؛ يطلب ويكمل ما للإنسان العتيق ؛ ويهلك نفسه .
الذين يهلكون نفوسهم في هذا العالم :
إن ربنا يسوع المسيح إذا أظهر الإنسان الجديد في جسده يقول : من يحب نفسه يهلكها ؛ ومن يهلكها من أجلي يجدها {مت39:10} .
ومع أنه رئيس السلام الذي بواسطته نُقض حاجز العداوة إلا أنه يقول: ما جئت لألقي سلاماً بل سيفاً ؛ كما قال أيضاً : جئت لألقي ناراً على الأرض وأريد الآن أن تضطرم {لو49:12} ؛ يعني بِهذا نار لاهوته (تعمل) في أولئك الذين يتبعون تعاليمه المقدسة ؛ ويجوزون سيف الروح {أف 17:6} الذين يقطعون كل مشيئات الجسد ؛ ويهبهم الفرح أخيراً بقوله لهم : سلامي أترك لكم سلامي أعطيكم {يو37:14} .
هؤلاء هم الذين يهتمون بإهلاك نفوسهم في هذا العالم بقطعهم مشيئتهم ؛ فيستحقون أن يصيروا له كخراف مقدسة للذبيحة .
وحينما يظهر في مجد لاهوته يدعوهم إلى يمينه قائلاً : تعالوا إليَّ
يا مباركي أبي رثوا الملك المعد لكم من قبل إنشاء العالم ؛ لأني كنت جائعاً فأطعمتوني . هؤلاء هم الذين يهلكون أنفسهم في هذا الزمان القليل ؛ ليجدوها في ساعة الضيقة إذ ينالون مكافأة أكثر بكثير مما كانوا يتوقعون .
يا مباركي أبي رثوا الملك المعد لكم من قبل إنشاء العالم ؛ لأني كنت جائعاً فأطعمتوني . هؤلاء هم الذين يهلكون أنفسهم في هذا الزمان القليل ؛ ليجدوها في ساعة الضيقة إذ ينالون مكافأة أكثر بكثير مما كانوا يتوقعون .
نَهاية الخطاة :
أما الذين أكملوا مشيئتهم ( شهواتِهم ) ؛ فهم الذين راعوا أنفسهم في هذا الدهر مخطئين ؛ وانخدعوا بغناه الباطل دون أن يهتموا بحفظ وصايا اللـه ؛ لأنَهم ظنوا أنَهم يمكثون إلى الأبد في هذا الدهر .
وهكذا سيظهر عملهم وخزيهم ساعة الدينونة ؛ ويصيرون جداء ملعونة ؛ إذ يسمعون ذلك الحكم المملوء رعباً القائل : أبعدوا عني
يا ملاعين إلى الظلمة الخارجية الأبدية ؛ المعدة لإبليس وملائكته ؛ لأني جعت فلم تطعموني {مت:41:25} .
يا ملاعين إلى الظلمة الخارجية الأبدية ؛ المعدة لإبليس وملائكته ؛ لأني جعت فلم تطعموني {مت:41:25} .
سوف تستد أفواههم فلا يجدون ما يقولونه ؛ لأنَهم يتذكرون قساوة قلوبِهم وبغضهم للفقراء . وإذ ذاك يقولون : يارب متى رأيناك جائعاً ولم نخدمك ؟ ولكن سوف تستد أفواههم إذ يجيبهم قائلاً : من فعل خيراً لأحد أولئك المؤمنين بي ؛ فبي قد فعل {مت:41:25} .
ينبغي لكل واحد أن يكمل الوصايا على قدر استطاعته :
فلنفحص نفوسنا إذاً يا أحبائي ؛ إن كان كل منا يكمل وصايا اللـه بحسب قدرته أم لا ؛ لأننا جميعاً مطالبون بأن نحفظها بحسب استطاعتنا ؛ الصغير على قدر صغره ؛ والكبير على قدر قامته .
لأن جميع الذين ألقوا عطاياهم في الخزانة كانوا أغنياء ؛ لكنه سُرَّ بالأكثر بالأرملة الفقيرة صاحبة الفلسين ؛ لأن اللـه إنما ينظر إلى مشيئتنا الصالحة {مر41:12} .
فلا نفسحن في قلوبنا مكاناً للضجر ؛ لئلا يفصلنا حسد الشياطين عن اللـه ؛ بل لنكمل واجباتنا على قدر مسكنتنا .
لأنه كما أظهر شفقته نحو ابنة رئيس المجمع وأقامها {مت25:9} ؛ هكذا تحنن أيضاً على نازفة الدم التي أنفقت كل أموالها على الأطباء قبل أن عرفته {مت22:9} .
كما أنه شفى عبد قائد المائة بسبب إيمانه {مت23:8} ؛ هكذا أشفق على الكنعانية إذ شفى ابنتها {مت28:15} .
وكما أقام لعازر حبيبه {يو4:11} ؛ كذلك أقام للأرملة المسكينة ابنها الوحيد من أجل دموعها {لو15:7} .
وكما لم يحتقر مريم التي دهنت قدميه بالطيب {يو15:7} ؛ هكذا أيضاً لم يرفض الخاطئة التي دهنتهما بالدموع مع الطيب {يو3:12} .
وكما دعا بطرس ويوحنا من القارب قائلاً لهما : هلمَّ ورائي {مت30:4} ؛ هكذا دعا متى وهو جالس مكان الجباية {مت9:9} .
وكما غسل أرجل تلاميذه؛كذلك أيضاً غسل رجلي يهوذا دون تفرقة.
وكما حل الروح البارقليط على الرسل {أع4:2} ؛ حل أيضاً على كرنيليوس دون تردد {أع11:10} .
وكما ألزم حنانيا من أجل بولس قائلاً : هذا لي إناء مختار {أع15:6} هكذا أيضاً ألزم فيلبس في السامرة من أجل الخصي الحبشي {أع27:8} لأن ليس عند اللـه محاباة {رو11:2} لصغير أو كبير ؛ لغني أو فقير .
لكنه يطلب النية الصالحة ؛ والإيمان به ؛ وتكميل وصاياه ومحبة الجميع. فهذه حقاً هي ختم النفس وقت خروجها من الجسد بحسب التعليم الذي أعطاه لتلاميذه قائلاً : بِهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي إن كان لكم حب بعضكم لبعض {يو35:13} .
وإلى من يشير بقوله "يعرفونكم" إلا على القوات التي على اليمين وعلى اليسار ؛ لأنه إذا رأت القوات المضادة علامة المحبة منطبعة على النفس يبتعدون عنها مرتعدين ؛ بينما يفرح معها جميع القوات السمائية .
جبل كلمة اللـه :
فلنجاهد إذاً يا أحبائي على قدر قوتنا لكي نقتني المحبة حتى لا يعوقنا أعدائنا ؛ فإن الرب قال : لا يمكن أن تخفى مدينة موضوعة على جبل . {مت12:5} فعن أي جبل يتكلم سوى كلامه المقدس .
أنه من الواجب يا أحبائي أن نعمل أعمالنا بغيرة ومعرفة مكملين قوله : من يحبني يحفظ وصاياي {يو23:14} . حتى تصير لنا أعمالنا كمدينة آمنة حصينة تحفظنا في كلمته من أيدي جميع أعدائنا إلى أن نلقاه .
لأننا إذا وجدنا ملجأً وطيداً ؛ فإن جميع أعدائنا يضمحلون بفضل كلمته المقدسة التي هي ذلك الجبل الذي قطع منه بغير يدين ؛ الحجرُ الذي حطم تمثال الذهب والأربعة عناصر : الفضة والنحاس والحديد والفخار {دا 34:2} .
كما يقول الرسول : ألبسوا سلاح اللـه الكامل لكي تقدروا أن تثبتوا ضد مكائد إبليس . فإن مصارعتنا ليست هي مع دم ولحم بل مع الرؤساء مع السلاطين ؛ مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر ؛ مع أجناد الشر التي في السماوات . {أف 6 : 11 ـ 12}
فتلك الرئاسات الأربعة قد شُبهت بالتمثال المصنوع من الأربعة عناصر الذي هو العدو ؛ وكلمة اللـه القدوس قد حطمها حسب القول : أما الحجر الذي ضرب التمثال فصار جبلاً كبيراً وملأ الأرض كلها .
فلنلتجئ يا إخوتي تحت حمايته لكي يصير لنا ملجأ فيخلصنا من قوات الشر الأربعة تلك ؛ لكي نسمع نحن أيضاً الصوت الفرح بصحبة جميع القديسين المجتمعين أمامه من أربعة أركان الأرض ؛ لأن كل واحد منهم يدرك سعادته بحسب أعماله .
لأن اسمه القدوس قادر أن يكون معنا لكي يقوينا فنكمل عمله ؛ ولكي لا نترك قلبنا تضله الأعداء بالغفلة ؛ بل يحفظنا لكي نحتمل على قدر قوتنا كل ما يعرض لنا من أجل اسمه القدوس ؛ حتى نجد رحمة مع أولئك الذين استحقوا أن يحظوا بتطويبات ؛ لأن له المجد إلى دهر الدهور ؛ آمين .
من ميامر مار إشعياء الأسقيطى
